شبان في إدلب يفتتحون مشاريع خاصة لتأمين دخل ثابت لعائلاتهم
إدلب- نورث برس
بعد يأسه من إيجاد فرصة عمل ثابتة تساعده على تأمين مستلزمات عائلته الأساسية، افتتح زاهر الداني (28عاماً) وهو اسم مستعار لنازح في مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، الشهر الماضي، مشروعه الخاص لصناعة المدافئ البديلة.
يقول الشاب إنه قضى أربعة أعوام يعمل متنقلاً بين ورشات صناعة المدافئ البديلة بأجر لا يتجاوز 30 ليرة تركية (ما يقارب عشرة آلاف ليرة سورية)، وهو مبلغ “ضئيل ولم يكن يكفي عائلتي المؤلفة من والدتي وستة إخوة”.
واستدان النازح مبلغ 1500 دولار أميركي ليطلق مشروعه وذلك بعد أن أتقن مهنة صناعة المدافئ البديلة، والتي باتت تحقق له دخلا يراه جيداً مقارنة مع الأجرة التي كان يتقاضها عند أرباب العمل سابقاً.
وعلى مقربة من سوق مدينة إدلب الرئيسي يعمل “الداني” لمدة ثماني ساعات يومياً في صناعة أصناف متعددة من المدافئ البديلة والتي تعمل على قشر الفستق، والجوز، بالإضافة إلى المدافئ التي تعمل على الفحم الحجري والحطب.
وبات الشاب يحقق دخلاً يومياً يتراوح بين 75 ومئة ليرة تركية، وفقاً لما ذكره لنورث برس.
ودفعت قلة الأجور عند أرباب المهن وقلة فرص العمل وسوء الأوضاع المادية والمعيشية، بعض الشباب في إدلب إلى تأسيس مشاريع برأس مال صغير، وذلك بهدف تأمين دخل ثابت.
وبحسب سكان في إدلب فإنه ونتيجة ازدياد الكثافة السكانية في المدينة والمخيمات الحدودية، قلّت فرص العمل وازدادت نسبة البطالة، وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها النازحون والسكان.
ووفق آخر إحصائية لفريق “منسقو استجابة سوريا”، فقد بلغ عدد النازحين في مناطق شمال غربي سوريا، 2.1 مليون نازحاً.
ووصلت نسبة البطالة إلى 89% بحسب إحصائية لـ”منسقو استجابة سوريا”.
وباءت جميع محاولات رائد السعيد (32عاماً) وهو اسم مستعار لنازح في مدينة سرمدا شمال إدلب، في إيجاد فرصة عمل، بالفشل، ما دفعه لإطلاق مشروعه الخاص برفقة اثنين من أصدقائه، ما أتاح لهم عملاً يساعدهم على مواجهة أعباء الحياة، بحسب تعبيره.
يقول “السعيد” إن وضعه المادي تحسن بعد اعتماده على نفسه وتأسيسه ورشة لصناعة صابون الغار اليدوي، بداية العام الجاري، والتي باتت مصدر دخل “جيد” لعائلته بعد أن كان يعتمد على ما تقدمه له المنظمات الإغاثية من مساعدات شهرية والتي”لا تسمن ولا تغني من جوع”، على حد تعبيره.
ويعمل النازح الثلاثيني برفقة شركائه في صناعة الصابون اليدوي ونقله إلى المحال التجارية ومراكز التوزيع، حيث “باتت منتجات ورشتنا تلقى إقبالاً ورواجاً جيداً”.
ويشير “السعيد” إلى أن مهنة صناعة الصابون لا تتطلب رأس مال كبير وهو ما دفعه لتعلم أساسيات المهنة وإطلاق مشروعه الخاص.
وبحكم حياته الريفية، يجيد خالد السويد ( 27عاماً) وهو اسم مستعار لنازح في مخيمات دير حسان الحدودية، صناعة الألبان والأجبان وكافة مشتقات الحليب وهو ما شجعه على إطلاق مشروعه الذي لاقى “نجاحاً كبيراً” بعد أقل من شهرين على افتتاحه، وفقاً لما ذكره لنورث برس.
ويقول “السويد” إن أوضاعه وظروفه المعيشية تحسنت بعد افتتاحه المعمل في مكان نزوحه.
ويعمل الشاب بمساعدة زوجته على إنتاج الألبان والأجبان وتوزيعها على مراكز الجملة، ويجني من ذلك مبلغ 75 ليرة تركية يومياً (ما يقارب 28 ألف ليرة سورية)، وهو دخل “لم أكن أتوقع أن أحصل عليه يوماً”.