مزارعون بريف دير الزور يتخوفون من الزراعة الشتوية بعد خسائر الموسم الماضي

دير الزور- نورث برس

يتخوف عماد الضيف (37  عاماً)، وهو مزارع في ريف هجين، ١٠٠ كم شرق دير الزور من البدء بزراعة موسم شتوي جديد بعد خسائر المواسم الماضية، نتيجة غلاء البذور والأسمدة والمحروقات وقلة توفر المياه.

وشهدت مناطق ريف دير الزور تراجعاً في القطاع الزراعي نتيجة الحرب وانخفاض منسوب مياه نهر الفرات بعد حبسها من جهة تركيا.

وقال “الضيف”، لنورث برس، إن مزارعين في المنطقة لن يقوموا بزراعة موسم القمح هذا العام، لضعف تكلفة الزراعة مقارنة مع الموسم الماضي.

وأضاف “الضيف” أن من أسباب عدم زراعة موسم جديد قلة مياه نهر الفرات ما يصعب استجرارها عبر محطات الري على النهر، إذ لجأ مزارعون لحفر الآبار الارتوازية لسقاية أراضيهم، والتي يقولون إن مياهها أقل فائدة للمحاصيل مقارنة بمياه النهر.

ومنذ أشهر، خفّضت تركيا من تدفق مياه نهر الفرات تجاه الأراضي السورية، ما أثار مشكلات حياتية وسخطاً شعبياً في المناطق التي تعتمد على النهر في مياه الشرب وري الأراضي الزراعية.

ناهيك عن ارتفاع أسعار وقود المازوت (الديزل) الذي وصل سعر اللتر الواحد منه إلى 800 ليرة سورية مقارنة مع الموسم الماضي حين كان بـ 400 ليرة.

تضاف إلى ذلك أجرة حرث الأرض بالجرارات التي يتقاضى أصحابها ٢٥ ألف ليرة سوريا للدونم الواحد، بينما كانت العام الماضي عشرة آلاف ليرة، بحسب مزارعين في المنطقة.

ودعا “الضيف” المنظمات الدولية لدعم القطاع الزراعي في المنطقة حتى يتمكن المزارعون من البقاء في مناطقهم والاستمرار في أعمالهم التي هي مصدر دخل رئيس لهم.

وقال محمد الحميد (٥٢ عاماً)، وهو مزارع آخر في هجين: “لدينا آبار مياه في الأراضي الزراعية، لكن الوضع مختلف الآن نتيجة ارتفاع تكلفة السقاية، مثل الوقود وقطع غيار المحركات والزيوت المعدنية والخراطيم وغيرها من مصاريف النقل.

كما وصل سعر الكيس الواحد من السماد (50 كيلوغراماً) إلى ٧٠ ألف ليرة، إلى جانب غلاء البذار وقلة توفر المبيدات الحشرية، بحسب “الحميد”.

ومن جهته، قال جندي الطعمة، وهو رئيس لجنة الزراعة في المنطقة الشرقية، تم إحصاء الجمعيات التابعة للجنة، وأصبحت ورقيات كل بلدة أو قرية جاهزة مع كشوفات كاملة.

ومن المقرر ترخيص المشاريع الخاصة في الخامس عشر من الشهر الحالي، “وسيتم توفير السماد والبذار بسعر مدعوم وكميات كافية، بهدف مساعدة المزارعين وتخفيف أعباء الزراعة”.

ووعد “الطعمة” أن يتم توفير المازوت مدعوم السعر من خلال لجنة الزراعة بعد الانتهاء من التراخيص.

إعداد: أنور الميدان- تحرير: عمر علوش