مشافي حلب تمتلئ بمصابي كورونا والصحة تختار الكتمان
حلب – نورث برس
لم تفلح محاولات أنور عتقي (31عاماً) في الحصول على سرير شاغر لوالدته المصابة بكورونا، في مشفى حلب الجامعي، كما لم يحالفه الحظ في إيجاد سرير في مشفى الرازي الحكومي، ما اضطره لنقل والدته للمشفى السوري الخاص في حي حلب الجديدة شمال غربي سوريا.
الآن وبعد أن تأخر في علاج والدته يحاول “أنور” فعل المستحيل لإنقاذ حياتها التي تدهورت صحتها بسبب مضاعفات الفيروس.
يقول “عتقي” لنورث برس: “بالبداية حاولنا إيجاد سرير بالمشافي الحكومية لكن لم يحالفنا الحظ، لقد كانت معظم الأجنحة في المشافي ممتلئة”.
وتتخطى تكلفة كل ليلة في المشفى السوري 50 ألف ليرة، بين تكاليف أدوية وأوكسجين ومعاينات الأطباء.
ولكن لا خيار آخر لدى “أنور” في ظل حالة والدته، خاصة أنها تعاني من مرض السكري الذي زاد من حدة المضاعفات.
ويقول عمران طيفور، وهو طبيب مقيم في مشفى المستقبل الخاص في المدينة، إن “عشرات الحالات تصل بشكل يومي للمشفى وتعاني مضاعفات حادة”.
ولا تقتصر الحالات على فئة عمرية محددة وإنما تشمل مختلف الفئات بينها “أطفال وشبان إضافة لكبار السن”، بحسب الطبيب.
لكن بسبب قلة الأسرة يستقبل المشفى الحالات “الأشد خطورة”، بينما يتم إرسال المصابين بدرجات أقل لمنازلهم مع “إجراءات العزل والمعالجة”.
والأحد الفائت، أعلنت وزارة الصحة السورية عن تسجيل ٢٢٤ إصابة جديدة بالفيروس ما رفع العدد الإجمالي إلى ٣٤٩٢٠ في البلاد.
وبلغت إصابات مدينة حلب 63 حالة، بينها حالتي وفاة بحسب الحساب الرسمي لوزارة الصحة.
لكن “طيفور” يعتقد أن “أعداد الوفيات أكبر مما تصدره البيانات الحكومية”.
ويضيف: “حالات الوفاة بمشفى المستقبل خلال اليومين الفائتين بلغت عشر حالات من مختلف الأعمار”.
وبحسب الطبيب فإن الأعداد ستكون أكبر في المشافي الضخمة وخاصة الحكومية منها، التي يعاني مرضاها “قلة الرعاية والاهتمام مقارنة بالمشافي الخاصة”.
ويتحدث سكان من حلب عن أن الحكومة تعتمد الحل الأمني في مواجهة الوباء، ويستخدم أذرعه الأمنية لمنع الحديث عن الحالات وحجم انتشارها.
ويشدد مصعب سمان، وهو طبيب متخصص في أمراض القلب في مشفى الضبيط في المدينة على أنه “يجب على الحكومة أن تدق ناقوس الخطر، فالوضع الصحي في حلب يقترب من الهاوية”.
ويضيف: “مؤشر الإصابات كبير جداً، كما أن أعداد الوفيات في تزايد مستمر”.
وبالرغم من تفاقم المشكلة وخطورة الأوضاع صحياً ومع عجز المشافي والأطقم الطبية
عن تقديم العلاج والطبابة، ما تزال الحكومة “غائبة بشكل شبه تام عن الواقع”، بحسب الطبيب.
واتهم “سمان” الحكومة بمحاول “تغطية المشكلة وإخفائها بدلاً من معالجتها”.
واعتبر الدعوة التي تعلنها الحكومة لأخذ الإجرءات الوقائية غير كافية، في وقت طالب بالقيام بسلسلة “إجرءات خدمية وصحية”.
وتشمل هذه الخدمات توفير أسرّة إضافية في المشافي والمراكز الصحية، إلى جانب فتح منشآت حكومية وتحويلها إلى مشافٍ ميدانية لاستيعاب الإصابات المتزايدة، إضافة لتوفير لقاحات الفيروس.
كما طالب الطبيب بإغلاق المدارس والجامعات والدوائر الحكومية، إضافة لمنع التجمعات في الحفلات والصالات الرياضية لمدة أقلها 15يوماً.