امتلاء مشافي كورونا في إدلب ومصابون ينتظرون شفاء مريض لتوفير سرير

إدلب- نورث برس

تشهد مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غربي سوريا، منذ منتصف الشهر الفائت، تصاعداً كبيراً في أعداد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا والتي بلغت 1000 إصابة يومياً، في موجة تعتبر الأكثر انتشاراً.

ووصلت أعداد الإصابات في مناطق سيطرة المعارضة، والتي تضم كلاً من إدلب وريفي حلب الشمالي و الغربي، إلى 74.474 إصابة، منها 1.255 حالة وفاة، و38.525 حالة شفاء، وفقاً لآخر إحصائية أصدرتها “الحكومة السورية المؤقتة” أول أمس الأحد.

وأعاد عبد الحي كيالي، وهو مشرف قسم العناية المركزة في مشفى سلقين للعزل، أسباب انفجار أعداد الإصابات بفيروس كورونا إلى الكثافة السكانية الكبيرة مقارنة بالرقعة الجغرافية الصغيرة شمال غربي سوريا، وعدم أخذ الناس للجائحة على محمل الجد.

بالإضافة لعدم وجود تحرك من قبل المعنيين في المنطقة للحد من التجمعات مثل الملاعب والملاهي والأسواق، وعدم تقبل معظم الناس لفكرة اللقاح.

استيعاب 100%

وقال “كيالي” في حديث خاص لنورث برس: “في الحقيقة حتى اليوم لم يتم اتخاذ أي إجراءات حقيقية للحد من الانتشار، وما زلنا نجد الأسواق الشعبية والمناسبات والمطاعم تعمل”.

وأشار إلى العمل في المشفى حالياً هو بطاقة استيعاب 100%، “ولا يوجد أي شاغر لاستقبال أي مريض جديد، حيث أننا ننتظر وفاة مريض أو شفاءه كي نستطيع استقبال مريض جديد”.

ومشفى سلقين التخصصي للعزل، المدعوم من قبل منظمة سامز الأميركية، مجهز بـ 70 سريراً، 30 منها للعناية المركزة مع أجهزة تنفس اصطناعي، و 40 سرير جناح وعناية متوسطة.

وسجل المشفى معظم الأيام الأخيرة ما بين حالتي وفاة وأربع وفيات بالفيروس، بحسب “كيالي”.

ويصف مشرف العناية المركزة بالمشفى الوضع الحالي في شمال غربي سوريا بـ “الكارثي جداً”، حيث أن المريض يموت في أقسام الإسعاف بالمشافي و أحيانا في الشوارع لعدم توفر شواغر في مراكز العزل و المشافي.

ومن جهته، قال الدكتور حسام قرة محمد، وهو مسؤول ملف كوفيد-19 في مديرية صحة إدلب، إن متحور دلتا انتقل إلى شمال غربي سوريا منذ افتتاح إجازات العيد بين الأراضي التركية و الأراضي السورية قبيل عيد الأضحى الماضي.

 وأضاف أن اللقاحات التي وصلت إلى شمال غربي سوريا لم تكف سوى 2% بالمئة من إجمالي سكان المنطقة.

وتضم إدلب ستة مشافٍ لكوفيد-19 وعشرة مراكز عزل، “جميعها ممتلئة ولا يوجد أي شواغر بها إلا في حال وفاة مريض أو شفائه”.

مناطق موبوءة

أما الدكتور محمد الصالح، وهو منسق شبكة الإنذار المبكر والاستجابة التابعة لوحدة التنسيق والدعم (هيئة تتبع الائتلاف المعارض)، فيقول إن زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا يعود لسببين الأول يتعلق بطبيعة الفيروس المتحور والذي ينتشر بسرعة أكبر بخمسة أضعاف النمط الأصلي.

“والسبب الآخر يتعلق بالمجتمع من حيث ضعف الالتزام والتقيد بمتطلبات الحماية الشخصية وضعف الإجراءات المفروضة من قبل السلطات المحلية أو غيابها غالباً”.

وأضاف “الصالح” لنورث برس أن “جميع المناطق في الشمال السوري موبوءة وتسجل بشكل يومي أرقاماً قياسية من حيث عدد الإصابات المدروسة”.

وأشار إلى أن مراكز العزل و المشافي الخاصة بمرضى كوفيد قد أوشكت على الامتلاء، بينما امتلأ العديد منها منذ أكثر من نصف شهر ويعمل بطاقة إضافية، “كما أن الكثير من المرضى ممن يحتاجون القبول في المشفى يعتمدون على العلاج المنزلي بالأوكسجين”.

وتم إعادة تفعيل عدة مراكز كانت متوقفة الدعم، “وبلا شك لن تكون كافية في حال استمرار حاجة المرضى للقبول مع تسجيل عدد حالات جديدة يومي يتجاوز الألف حالة في شمال غرب سوريا”، بحسب “الصالح”.

إعداد: براء الشامي- تحرير: حكيم أحمد