إدلب – نورث برس
تصنع حليمة السماحي (34 عاماً)، النازحة من ريف معرة النعمان الشرقي إلى مخيم كفرتخاريم بريف إدلب شمال غربي سوريا، كمامات لأطفالها مما يتوفر لديها من ملابس قديمة لعلها تقيهم من الإصابة بفيروس كورونا.
وتشهد مناطق شمال غربي سوريا ارتفاعاً في الإصابات بفيروس كورونا، وفقاً للإحصائيات المعلنة من قبل الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف السوري.
وبلغ عدد الإصابات وفق آخر احصائية لها، الجمعة الفائت، 1.19 حالة جديدة في إدلب ليصبح العدد الكلي 74.474، منها 1250 حالة وفاة و37.640 حالة شفاء.
وخلال شهر أيلول/سبتمبر الفائت، بلغ عدد الإصابات ضمن المخيمات 4713 إصابة، وفقاً لإحصائية نشرها فريق الاستجابة الأولية العامل في إدلب على حسابه الرسمي في موقع فيسبوك.
وتقول “السماحي” إنها تحاول الحفاظ على نظافة أطفالها الأربعة بالاعتماد على ما يتوفر لديها من إمكانات بسيطة.
رعاية غير كافية
ويزداد الخطر في أوساط النازحين الذين يعيشون ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻌﺪﻭﻯ، بسبب ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺯﺩﺣﺎﻡ ﻭعدم توفر ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﻢ وﺍﻟﻠﻮﺍﺯﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ.
وقال أيمن الفاعوري (44 عاماً) وهو اسم مستعار لمدير مخيم في مدينة أطمة، إن قرابة 240 عائلة غالبية أفرادها نساء وأطفال ومسنون، تعيش في المخيم وسط انعدام الرعاية الصحية”.
وأضاف: “نعاني من قلة المياه وأدوات النظافة، فضلاً عن انتشار القمامة والصرف الصحي المكشوف، وغياب مراكز عزل المصابين، والحد الأدنى من الأدوية والمعقمات اللازمة للوقاية من الفيروس “.
وتفتقر مخيمات النازحين لوجود نقاط طبية، الأمر الذي يجبر بعضهم لقطع مسافة لا تقل عن خمسة كيلومترات للوصول إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية الموجودة في القرى والمدن، بحسب” الفاعوري”.
وأشار إلى أن مراكز التطعيم كذلك تتواجد في المدن الكبرى مثل إدلب وحارم، أما القرى والبلدات فيتم عن طريق فرق متجولة تقوم بزيارة المراكز الصحية فيها وفق برنامج أسبوعي.
ويرى أن ذلك يحرم نازحين من تلقي اللقاح بسبب بعد المراكز الصحية عن المخيمات الموزعة ضمن مناطق إدلب.
وقاية ضعيفة
ولا يتمكن نازحون من تطبيق الحجر المنزلي عند الاشتباه بإصابتهم، لاعتمادهم على ما يحصلون عليه من أجر يومي بسيط في تأمين احتياجاتهم المعيشية.
ويقول أحمد الديوب (38 عاماً)، وهو نازح من مدينة خان شيخون يعيش في مخيم الساروت بمدينة أطمة الحدودية، لنورث برس، إنه لا يهتم بانتشار الوباء لأنه “مجبر” على الخروج للعمل بشكل يومي لتأمين قوت عائلته.
وأضاف: “إذا توقفت عن العمل فلن نجد ما نأكله”.
وأعرب وليد الحمشو (67 عاماً)، وهو نازح من مدينة سراقب يعيش في مخيم حربنوش، عن خوفه من الإصابة بالوباء نتيجة عدم توفر الوعي الكافي لدى نازحين في المخيم.
وقال إن المصابين بكورونا لا يلتزمون بالحجر الصحي، “وهذا يشكل خطراً على حياتنا”.
وأشار إلى أنه مريض بالربو وعاطل عن العمل، “وليس بمقدوري شراء الكمامات والمعقمات باستمرار.”