تباين آراء سكان في منبج حول سبل الوقاية من فيروس كورونا
منبج- نورث برس
تختلف آراء سكان مدينة منبج، شمالي سوريا، حيال السبل الأنجع للوقاية من انتشار فيروس كورونا بين مؤيدين للتشدد في الإجراءات وآخرين يرون أن الأوضاع المعيشية للبعض لا تحتمل إجراءات توقف حركة الأعمال وتعرقل الحصول على المواد الأساسية.
ويوم أمس الأحد، توفي رجلان في منبج بسبب إصابتهما بكورونا، وأعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية عن تسجيل ست وفيات أخرى في مناطقها و396 إصابة جديدة، من بينها 19 في منبج.
ويرى خليل حميد (41 عاماً)، وهو من سكان مدينة منبج شمالي سوريا، إن قرار منع التجمعات الذي أصدرته الإدارة الذاتية مؤخراً “لا يجيد نفعاً لأن طبيعة الحياة اليومية وأعمالنا تجبرنا على التجمع”.
ذلك رغم أنه مقتنع بأن “الأخذ بالأسباب من تباعد اجتماعي وارتداء الكمامات” واجب على جميع السكان للحماية من الجائحة.
ويعتقد هؤلاء أن على لجنة الصحة في منبج التشديد على ارتداء القفازات والكمامات بدل إصدار قرار إغلاق على غرار ما تم فرضه في مدن الجزيرة.
وفي الرابع عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، أصدر المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا تعميماً يقضي بمنع التجمعات بكافة أشكالها وشدد على ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات والاخذ بوسائل الوقاية الشخصية والتباعد الاجتماعي.
لكن “حميد” وآخرون يقولون إن الازدحام على محطات الوقود التي يضطر أصحاب الآليات للتجمع فيها إضافة للتسوق وشراء الخبز والعمل، “كل هذه الامور تشكل تجمعات لكنها ضرورية للحياة”.
ويرى أن على الإدارة الذاتية تأمين تنظيم لتلبية احتياجات السكان الأساسية قبل أن تصدر أي قرار بالإغلاق، “فنحن بحاجة لتأمين قوت عائلاتنا”.
وفي محطة للوقود بمنبج، يقف سعيد عساف (55 عاماً)، وهو سائق سيارة شحن، منتظراً دوره لتعبئة الوقود وسط تجمع دون اتخاذ إجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
ويرى “عساف” أن الالتزام بارتداء الكمامة أفضل من الإغلاق لما له من آثار سلبية على الحياة اليومية للسكان من حيث تأمين المستلزمات اليومية.
ويستذكر آخر مرة طبق فيها الإغلاق الكلي على المدينة، عندما كان يعاني من تامين احتياجات منزله من مواد غذائية وخضار وخبز نتيجة الازدحام على المحال والأفران التي كانت تعمل لساعات محددة.
وفي الخامس من حزيران/يونيو الماضي، كانت آخر مرة فرضت فيها الإدارة الذاتية الإغلاق الكلي في مناطق شمال شرق سوريا لمدة عشرة أيام.
يقول “عساف” إن جميع السكان يضطرون للذهاب إلى الأسواق، ما يشكل ازدحاماً وتجمعات كبيرة، “بسبب التركيز على الإغلاق والمنع وليس على ارتداء الكمامات”.
ومن جهته، قال أحمد هلال، وهو نائب الرئاسة المشاركة للجنة الصحة في منبج، إن الاصابات بفيروس كورونا في مدينة منبج تزداد، فقد سجلت اللجنة منذ بداية الشهر الحالي 15إصابة، منها ست حالات شفاء وثلاث وفيات.
وأضاف أن قرار منع التجمعات والالتزام بوسائل الوقاية يطبق في مؤسسات الإدارة المدنية “بشكل جيد” منذ اليوم الأول من صدور القرار على عكس الأسواق التي تكتظ بالناس دون أي إجراءات وقاية.
وعن إمكانية فرض إغلاق كلي أو جزئي في المدينة قال إن الأمر يعود لنسبة تصاعد الإصابات، “ففي حال تزايدت الاصابات سيعقد اجتماع لخلية الأزمة لإصدار قرار يتناسب مع طبيعة الوضع”.
ودعا المسؤول الصحي سكان منبج لاتباع التعليمات والقرارات الصادرة عن لجنة الصحة وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي ومنع التجمعات التي تعتبر عاملاً اساسياً في نقل الفيروس.