القامشلي – إبراهيم إبراهيمي/عباس علي موسى – NPA
وصف السياسي الكردي عبد الكريم محمد، دعوة بعض الأطراف السياسية الكردية في سوريا إلى الحوار مع الحكومة السورية، بأنّها “غير منطقية” قائلا: “ليس المطلوب بعد كلّ هذه السنين من الدمار أن نتجه إلى دمشق”.
هذه التصريحات وغيرها من القضايا علّق عليها السياسي الكردي عبد الكريم محمد، مسؤول مكتب التنظيم في الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا، في لقاء خاصّ مع “نورث برس” بمدينة القامشلي.
العلاقة الحرجة
وحول آفاق الحلّ السياسي المرتقب في شرق الفرات، أكّد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا أنّهم يتمنون “إيجاد حلول عامة وشاملة”، وذلك عبر “مرجعيات جنيف والقرار 2254″، وهذه الحلول هي -بحسب وصفه- حلول مبدئية، وخاصة ما هو متعلّق “بالمنطقة الكردية وشرقي الفرات”.
كما أشار عبد الكريم محمد، إلى أنّ من هذه الحلول المبدئية أيضا “تشكيل إدارة يشارك فيها جميع أبناء المنطقة، بمختلف أطيافهم من كرد وعرب وكلدان وآشور، وكلّ من يتبع لهذه المنطقة، وذلك بموجب قرارات التحالف الدولي”.
ووصف السياسي الكردي علاقة الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا، مع الإدارة الذاتية بـ “اللا علاقة”، حيث أكّد أنّه “لم يكن ثمة علاقة”، على الرغم من أنّ اتفاقيات عدة تم إبرامها بين الطرفين (المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي) في إطار المجلس الوطني الكردي من قبيل اتفاق هولير1 وهولير2 ودهوك وملحقاتها، إلا أنّها “لم تأت بنتيجة” على حدّ وصفه.
وأشار القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا أن المفاوضات بينهم وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD عام 2013، “لم تأتِ بنتيجة” هي الأخرى.
ووصف عبدالكريم محمد علاقة الحزبين بأنّها من “سيء إلى أسوء”، ووصف ممارسات خصمهم السياسيّ بأنّها تشمل “الاعتقال والتهجير وحتى قمع أي نشاط سياسيّ متعلّق بحزبنا أو المجلس الوطني الكردي”، لكنّه يأمل في النهاية أن “تنتهي هذه المرحلة وأن تبدأ مرحلة جديدة”.
ودعا محمد حزب الاتحاد الديمقراطي PYD إلى “الاعتراف بالذنب” كبداية لطريق الحلّ الجذري “يخدم أبناء شعبنا”، وأن يعترف PYD “بكافة المكونات والأحزاب السياسية، والمرجعية المتمثلة بالمجلس الوطني الكردي”، ويرى بأنّ هذا من شأنه أن يهيئ المناخ “للجلوس والنقاش على ما هو مطلوب من أجل مستقبل شعبنا وجميع المكونات الموجودة في منطقتنا”.
المنطقة الآمنة المرتقبة
وفي تعليقه حول شكل المنطقة الآمنة، أكّد عبد الكريم محمد، أنّهم ناقشوا الأمر كثيراً سواء في إطار المجلس الوطني الكردي، والذي يعد الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا جزءا حيويا وهامّا فيه.
وأكد القيادي أنّهم ناقشوا الأمر مع التحالف الدولي حين التقى وفد من حزبهم مع وفد التحالف الدولي في القاعدة الأمريكية القريبة من عين عيسى، فيقول “ناقشنا أمور المنطقة الآمنة, وتساءلنا عن ماهية المنطقة الآمنة؟ وماذا تعني المنطقة الآمنة؟ وهل هي منطقة أمنية أم منطقة آمنة؟ أو منطقة معزولة؟”.
ويرى الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا بحسب القيادي عبد الكريم محمد، أنّ “الأصح والأنسب للشعب الكردي هو المنطقة الآمنة, بقرار دولي, وبحماية التحالف الدولي” وأنّ هذه الرؤية كما يؤكد القيادي محمد ستكون أفضل أيضا “لجميع مكونات المنطقة من كرد وعرب وسريان وكلّ أطياف المجتمع في الظرف الحالي”، وفيما عدا ذلك “لا سمح الله سندخل في مهاترات وحروب أهلية لن تُحمد عقباها”.
طريق دمشق
وتعليقا على ميثاق العمل المشترك الذي وقّعه كلّ من الحزبين الكرديين، الحزب التقدمي الكردي وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي قبل أيام في مدينة القامشلي، قال محمد “باعتقادي، من الأفضل أن يكون هناك ميثاق عمل مشترك بين كافة أحزاب الحركة السياسية الكردية”.
واستطرد القيادي محمد أنّ “الحزبين كانا من مؤسّسي المجلس الوطني الكردي وأصبحوا خارج المجلس لأسباب معروفة” والأجدر بهم أن “يحاوروا المجلس من أجل تفعيله, وتوحيد القوى السياسية الموجودة على الساحة الكردية، وذلك بغية الوصول لميثاق عمل مشترك يخدم كافة مكونات الشعب الكردي”.
وعلّق القيادي، والذي يشغل منصب مسؤول مكتب التنظيم في حزبه على أحد البنود التي تضمنّها ميثاق العمل المشترك بين حزبي التقدمي والوحدة، والذي يتحدّث عن ضرورة اللجوء إلى الحوار مع حكومة المركز في دمشق، بقوله “ليس المطلوب بعد كلّ هذه السنين من الدمار أن نتجه إلى دمشق”، وختم تعليقه بالقول “كلنا نعرف دمشق والطريق الى دمشق”، واستطرد قائلا “الطريق إلى دمشق يحتاج إلى ضامن دولي, وبدون ضامن دولي الأمر صعب جدا”.