ضرب بالعصي وكسر معدات.. شبان يعتدون على صحفيين في القامشلي
القامشلي– نورث برس
اتهم صحفيون في القامشلي، السبت، منظمة الشبيبة الثورية والتي تعرف محلياً بـ”جوانين شورشكر” بضربهم بالعصي ورشقهم بالحجارة وكسر معداتهم أثناء احتجاج نظمه أنصار للمجلس الوطني الكردي يوم أمس الجمعة ضد رفع أسعار المحروقات.
وما إن بدأ المحتجون بالتجمع أمام مقر للأمم المتحدة في حي السياحي غربي المدينة، حتى هاجمتهم مجموعة شبان يحملون العصي ليبدأ اشتباك بالأيدي والعصي بين الطرفين أصيب على إثرها عدد من المحتجين بجروح طفيفة.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، شباناً قال رواد في هذه المواقع إنهم تابعون للشبيبة الثورية، وانهالوا على صحفيين بالضرب والشتائم.
كما أظهرت فيديوهات عناصر من قوى الأمن الداخلي “الأسايش” يحاولون فض المشاجرة بين الطرفين.
ديانا: كسروا معداتي
واتهمت ديانا محمد، التي تعمل مراسلة ميدانية لصالح شبكة آسو الأخبارية المحلية، في مقابلة لنورث برس، “جوانين شورشكر” بكسر معداتها بالإضافة إلى تعرضها لشتائم نابية.
وفي تفصيل ما جرى معها، قالت “ديانا” إن شاباً من “جوانين شورشكر” قام بنزع كامرتها وتحطيمها أثناء قيامها بتغطية الحدث، “لقد شتمني، ووصفني بعديمة الشرف”.
وقالت الصحفية أيضاً: “بعد ذلك، حاولت الابتعاد قليلاً لتفادي الضرب والمشاجرات، لكن تابعت تغطيتي بهاتفي المحمول، ومرة أخرى قام هذا الملثم برشقي بالحجارة، ما تسبب بتحطيم هاتفي أيضاً”.
وقدمت “ديانا” شكوى لاتحاد الإعلام الحر وهي بمثابة نقابة للصحفيين تنشط في مناطق الإدارة الذاتية منذ سنوات.
وقالت إنها تلقت اتصالات من شبكة مراسلون بلا حدود وصحفيين فرنسيين، وقدمت لهم إفادة حول ما جرى معها.
وبالإضافة إلى ما تعرضت له ديانا محمد، تعرضت سيارة مراسل محطة كردسات نيوز، دارا بركات، لأضرار كبيرة نتيجة تراشق المحتجين والشبان بالحجارة.
كما تعرض مصور راديو فون إف إم، التي تبث برامجها من القامشلي، شفزان محمود، للضرب طبقاً لبيان أصدره اتحاد الإعلام الحر السبت.

الاتحاد: جوانن شوركر ينفون علاقتهم
واستنكر اتحاد الإعلام الحر في البيان “تلك التصرفات غير المسؤولة من الشبان”، في وقت أكد على حق الإعلامي في الحصول على المعلومة و”مشاركتها دون تقييد”.
وأضاف البيان: “الإعلامي شخص محايد في كل التغطيات (…..)، ولا يحق لأي جهة كانت منعه من ممارسة عمله أو الاعتداء عليه وفق القانون”.
وتوجه الاتحاد إلى “إدارة الشبيبة الثورية بضرورة تحمل مسؤوليتهم عن الأضرار التي حصلت، ووضع ضوابط للتنظيم.
لكن الاتحاد لم يطالب بفتح تحقيق حول حقيقة الشبان والأسباب التي دفعتهم إلى هذه الممارسات.
وفي مقابلة حصرية لنورث برس، قال بنكين سيدو الرئيس المشارك للاتحاد، إنهم تلقوا شكوى رسمية من الإعلاميين الذين تضرروا بسبب الهجوم، وطالبوا “بأخذ حقهم من خسائر مادية ومعنوية ومحاسبة المعتدين”.
وقال سيدو أيضاً: “الشكوى كانت بحق شبيبة الثورة، لهذا توجهنا في بياننا إلى مسؤولي المنظمة لضبط تنظيمهم وهم سيتحملون مسؤولية تصرفات أعضائهم”.
لكنه أضاف: “بعد صدور البيان، اتصل بنا مسؤولون عن الشبيبة الثورية ونفوا علاقة أعضائهم بما جرى، في حين اتهموا الشبان بانتحال صفة أعضاء المنظمة.”
كنعان بركات: تم اعتقال بعض المعتدين
وفي تصريح لإذاعة آرتا المحلية انتقد الرئيس المشارك لهيئة الداخلية في الإدارة الذاتية كنعان بركات خروج الاحتجاج دون ترخيص.
لكن بالرغم من ذلك “تم اعتقال بعض المعتدين” بحسب بركات.
وقال في حديثه للإذاعة إن من حقنا السؤال حول سبب عدم أخذ الرخصة تماماً مثل مشروعية السؤال عن سبب مهاجمتهم من قبل “جوانين شورشكر”.
وعادة لا يطلب المجلس الكردي تراخيص حيال الاحتجاجات التي يقوم بها أنصاره في مناطق الإدارة الذاتية بين الحين والآخر، كما أن أحزاب المجلس لا ترضخ لقانون تنظيم الأحزاب المعمول به في المنطقة.
ويشتد الخلاف بين أحزاب المجلس وأحزاب الوحدة الوطنية بالرغم من مفاوضات تجري بين الطرفين منذ نحو عامين لكن دون التوصل لنتائج حقيقية حتى الآن.
لكن الإدارة الذاتية سمحت لهذه الأحزاب بفتح مقراتها مطلع العام الفائت بعد إغلاق دام سنوات.
احتجاجات في مدن مختلفة
وإلى جانب القامشلي، خرج أنصار لأحزاب المجلس الوطني الكردي، أمس الجمعة، في احتجاجات بمدن مختلفة في منطقة الجزيرة شمال شرقي سوريا، تلبية لدعوة سابقة للمجلس للاعتراض على رفع أسعار الخبز والمحروقات وللمطالبة بالإفراج عن معتقلين.
وقال نافع عبد الله، وهو قيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا أكبر أحزاب المجلس، إن المحتجين خرجوا للتنديد برفع الأسعار والضرائب وللمطالبة بالإفراج عن معتقلين للمجلس.
بينما قال حسن صالح، وهو قيادي في حزب الشعب الكردستاني-سوريا (أحد أحزاب المجلس الوطني الكردي)، إن حياة الناس أصبحت “جحيماً” بسبب ارتفاع الأسعار والضرائب.
وفي مدينة ديرك أقصى الشمال الشرقي، تجمع أنصار للمجلس الكردي أمام مكتب محلية المجلس، حاملين لافتات كتب عليها “لا لرفع أسعار المحروقات” و”لا للاعتقالات”.
وقال شاهد عيان لنورث برس إن عناصر في الأسايش طالبوا المتجمعين “بفض الاحتجاج والانصراف”، ومنعوا الإعلاميين من التصوير، معللين ذلك بـ”عدم تنسيقهم مع الأسايش مسبقاً”.
وأضاف أن المحتجين أكملوا الاحتجاج وألقوا كلمة ليغادروا المكان بعد ربع ساعة تقريباً من تجمعهم.
ونظم المجلس في مدينة الحسكة وبلدة تل تمر شمالها احتجاجين مماثلين، بينما لم تخرج تظاهرة مقررة في كوباني.
وطالبت فصلة يوسف عضو الهيئة الرئاسية في المجلس الوطني الكردي وسكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي، الإدارة الذاتية، أمس الجمعة، بضرورة التراجع عن قراراتها بخصوص رفع أسعار المحروقات والخبز.
ورفع عشرات المشاركين في احتجاج مدينة الحسكة الذي تم تنظيمه بالقرب من الكنيسة الآشورية بحي تل حجر وسط المدينة، لافتات كتب عليها “لا للاعتقالات – الحرية لمعتقلي المجلس الوطني الكردي، لا لرفع سعر الخبز، لا لرفع أسعار المحروقات”.
وقال مراسل نورث برس في المدينة إن الأسايش حاولت إنهاء الاحتجاج بأسرع وقت “لأسباب تتعلق بانتشار مرض كوفيد 19″، بحسب وصف أحد قيادي الأسايش.
وقالت “يوسف” إن احتجاج الحسكة مر بدون أي حوادث.
لكنها أشارت إلى أنهم تعرضوا للضغوطات من قبل قوات الأسايش لإنهاء الاحتجاج بأسرع وقت.