الحسكة – نورث برس
يسند المسن عبدالسلام أحمد (71 عاماً) ظهره إلى الساتر القماشي لخيمته في مخيم سري كانيه الواقع على الأطراف الشرقية لحي الطلائع شرق الحسكة شمال شرقي سوريا، محتاراً في كيفية تدبر أموره وسط الغلاء وانقطاع المساعدات الإغاثية.
ويقول النازح من سري كانيه (رأس العين) إنه يعيش حياة “صعبة” هذه الفترة بعد تفاقم الغلاء وتوقف المساعدات الغذائية.
ويقول نازحون في المخيم إن السلة التي كانت تحوي بعض المواد الغذائية لم تقدم لهم منذ نحو شهر ونصف، ما جعلهم يصفون طريقة تدبر معيشتهم بعبارات “على الله” و”كما ترون” و”ماذا نقول في هذه الحال؟”.
غلاء صعب
يضيف “أحمد” أن انقطاع المساعدة الغذائية تزامن مع غلاء غير مسبوق خلال الشهرين الماضيين، فالكيلوغرام الواحد من البندورة بيع بألفي ليرة سورية، بينما تخطى سعر السكر بعض الأيام ثلاثة آلاف ليرة للكيلوغرام الواحد.
ومن جانبها، قالت سلمى محمد (58 عاماً)، وهي نازحة أخرى في المخيم، إنها تتدبر أمورها “بطبخة برغل” عندما ينقص الخبز.
كما وتشتكي من عدم كفاية المياه وتأخر أعمال الترميم والصيانة فيما يتعلق بالخدمات الأساسية.
وفي الثامن أيلول/ سبتمبر العام الماضي، استقبل مخيم سري كانيه (أنشئ مطلع العام 2020) نازحي سري كانيه وريفها الذين كانوا في مراكز الإيواء بمدارس مدينة الحسكة.
ويحوي المخيم 2640 خيمة تسكنها 2200 عائلة تضم 11642 فرداً، بحسب إدارة المخيم.
كما ويضم مخيم واشوكاني (أنشئ إبان الهجمات التركية عام 2019)، نحو 13 كم غرب الحسكة، نحو 13 ألف نازح من سري كانيه وريفها.
وتسبب الهجوم التركي بمشاركة فصائل المعارضة السورية المسلّحة التابعة لها على منطقتي سري كانيه وتل أبيض بتهجير نحو 300 ألف شخص، وفقاً لبيانات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.
تقول سلمى إن السلة الغذائية المقدّمة لهم سابقاً كانت “مقبولة” وتحوي بعض الزيوت والبرغل والرز والعدس والرز، لكن انقطاعها سبب مشكلة لمعدومي الدخل.
وتتساءل: “لا أعلم إذا ما كانوا سيقدمون لنا شيئاً مجدداً أم لا، فتكاليف المعيشة بات صعبة”.
لا فرص للعمل
وقال محمد الجاسم (34 عاماً)،وهو من نازحي ريف سري كانيه، إن انعدام فرص العمل يفاقم أوضاع من لا يملكون دخلاً.
وأضاف أنه كان يعمل في أرضه الزراعية التي خسرها وخسر كل ما يملك في قريته.
واعتبر “الجاسم” أن من يملك عملاً أو دخلاً من بين سكان المخيم، لا يشتكي كثيراً في حال تأخر تقديم المساعدات، لكن أمور العاطلين عن العمل سيئة للغاية.
وتكفّلت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بتجهيز المخيم من الناحية الخدمية كتمديد شبكات مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء وتشييد مطابخ وحمامات من الإسمنت، بحسب إدارة المخيم.
وتقول الإدارة الذاتية إنها أنشأت المخيمات لنازحي سري كانيه وتل أبيض رغم استمرار إغلاق معبر اليعربية الإنساني بسبب الفيتو الروسي وتحكم حكومة دمشق في المساعدات الأممية.
وفي التاسع عشر من آب/أغسطس الفائت، قالت الإدارة الذاتية إن وكالات الأمم المتحدة عبر مكتبيها الرسميين في دمشق والقامشلي تتبع سياسة وأهواء الحكومة السورية من خلال انتقاء مشاريع وفرض شروط للشراكة مع جهات محلية مُرتبطة بالأجهزة الأمنية السورية.
وقال يلماز إبراهيم، وهو الرئيس المشترك لمخيم سري كانيه، إن الإدارة الذاتية تكفلت بتقديم الاحتياجات الضرورية للنازحين، لكن بحسب الإمكانات المتوفرة.
وأضاف: “تدخل عدد من المنظمات وقامت بتقديم خدمات معينة، ولكن كل ذلك لا يسد حاجة النازحين الذين يحتاجون للمزيد من الدعم”.
ويدعو “إبراهيم” المنظمات الدولية والإنسانية لتقديم يد العون بالسرعة القصوى.