من المأساة إلى الجمال.. معرض لنحات سوري في دمشق
دمشق ـ نورث برس
افتتح مساء أمس الثلاثاء، معرض النحت الخشبي، للشاب النحات هشام المليح, في صالة زوايا, في برج الروس, بباب توما، في دمشق، حيث توافد عدد من المهتمين والفنانين والمثقفين, وجمهور ذواق, لمشاهدة المعرض, والاستمتاع بتلك المنحوتات التي لاقت استحساناً لافتاً من معظم الحضور.

منذ النظرة الأولى تستوقفك الحركة الحية التي تركها الفنان على خشبته, وكأنه عايشها. أياماً وأياماً وساكنها وسكن إليها, ليسكب روحه وإحساسه. في صميم الخشب. وليعيد استنطاقه وجعله شاهداً على ما جرى ويجري في حياة السوريين، من مأساة أكلت الزرع والضرع, وأهلكت الحرث والنسل، بحسب مثقفين.
وفي حديث لنورث برس، قال النحات “المليح”: “لقد شاركت في معارض كثيرة, كلها كانت معارض جماعية, مع مجموعة من الفنانين, لكنني بعد أن وجدت هويتي, وصوتي, وقبضت عليه جيداً, قررت أن أشتغل على معرضي الخاص, لأقول به ما أريد”.
وأضاف: “ادع منحوتاتي تتحدث عن تجربتي. ورؤيتي. لهذا العالم الثري, عالم النحت, وخاصة النحت على الخشب, لما يمثله الخشب في حياتنا, ولما له دور كبير في حياة واستخدامات البشرية, لقد زاوجت في معرضي بين الجمال والقبح, وتركت حواراً قوياً يدور بينهما”.
والنحات هشام المليح من مواليد عام 1983، وخريج مركز “وليد عزت” عام 2005، ومركز “أدهم إسماعيل”، عام 2007، وعضو اتحادي التشكيليين السوريين الفلسطينيين. وله العديد من المعارض الجماعية والفردية داخل سوريا وخارجها، ومشاركات في ملتقيات نحتية محلية، ويعمل مدرسا لمادة النحت في المركز التربوي للفنون الجميلة.
وظهرت لمسات الفنان على خشباته الشواهد. وتوزعت الحركة, بين البحث عن الألم واستخراجه من جسد الخشب وروحه. ينطق بالألم. والقلق. والتفتت, وبين لوحات أخرى، تترك الخشب في انسيابية موسيقية، تدعه يبحث عن صوته، ومائه وخضرته، عن غصونه وأوراقه, وكأنه في لحظات استرخاء وسكينة, يستعد من خلالها, لرحلة بوح جديدة. تحكي ما في داخله من جمال، بحسب نقاد.
وعلى هامش المعرض, التقت نورث برس بالنحات “توفيق الموسى”, والذي يقف بجانب إحدى المنحوتات, حيث عبر عن إعجابه وتقديره لهذه لتجربة الناجحة, ولفت النظر إلى الاشتغال الصعب والدقيق. على حركتين متناقضتين على الخشب, وهما النحت والتجويف والبحث في مكنونات الخشب. وأخرى. تلك الانسيابية الرائعة. التي تأخذنا إلى عالم آخر. هو عالم الدفء والانسياب والجمال.
في المعرض، ترك النحات “المليح” لافتة كتب عليها شرحاً يلخص تجربته ورؤيته لعالم النحت والتعامل مع الخشب, وموضوعاته التي يريد أن يقولها, من خلال تلك المنحوتات.