الرقة- نورث برس
يعتبر إبراهيم السدران (٣٧عامٱ)، وهو من سكان حي العالية في بلدة المنصورة بريف الرقة شمالي سوريا، أن الحظ كان حليفه اليوم لتمكنه من تعبئة مياه الشرب من صهريج خشي نفاذ مخزونه، وذلك بسبب عدم وصول المياه إلى منزله.
ولا تصل مياه الشبكة لسبعة أحياء في بلدة المنصورة، 30 كم غرب مدينة الرقة، بسبب اهتراء شبكة المياه وحاجتها للتوسيع.
ويعاني سكان أحياء العالية والجيش والعامري والحراقات والوهب الجنوبي والورود من انقطاع تام لمياه الشرب، بينما يشتكي سكان حي المنسية من ضعف المياه، لعدم تغطية الشبكة الرئيسة كافة الأحياء والمنازل.
وتضم المنصورة 14 حياً، ويبلغ عدد سكانها حوالي ١٢٥ ألف شخص.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت البلدة حركة عمرانية واسعة لاستقرار نازحين من مدن حمص وحماة ومسكنة فيها.
ويضطر غالبية سكان الاحياء التي لا تصلها المياه لشراء مياه الصهاريج (ذات سعة ٢٠ برميلاً) كل عشرة أيام بسعر 20 ألف ليرة سورية، بالرغم من عدم بعد نهر الفرات سوى ثلاثة كيلومترات عنها.
وقال” السدران”، لنورث برس، إن سكان المنصورة لم يتلقوا رداً من مديرية المياه والمجلس المدني في البلدة على شكاويهم بخصوص نقص المياه.
ووسط هذا الواقع، يستاء سكان من مياه الصهاريج المعبأة من نهر الفرات لما تحمله من شوائب بعد انخفاض منسوبها.
ومنذ شباط/فبراير الماضي، تواصل الحكومة التركية حبس مياه نهر الفرات تجاه الأراضي السورية وسط تحذيرات محلية وإقليمية وعالمية من كارثة صحية وزراعية في المنطقة.
وأدى انخفاض منسوب ومستوى المياه المتدفقة إلى الجانب السوري من نهر الفرات إلى زيادة تلوث المياه وظهور طحالب وأشنيات في مياه النهر، بحسب هيئة الصحة في الرقة.
وقال عايد محمد (55عاماً)، وهو من سكان حي الجيش، إنه قام بتمديد خط مياه من الخط الرئيسي المحاذي للحي، هو وأبناء الحي على نفقتهم الخاصة بتكلفة 200 دولار أميركي، “ولكن ضعف المياه لم يسمح بوصولها الى منازلنا”.
ويعيد إبراهيم التمر، وهو مدير وحدة مياه المنصورة، أسباب انقطاع المياه في بعض قرى بلدة المنصورة، للدمار الذي طال خزانين من أصل أربعة لوحدة مياه البلدة أثناء سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) والمعارك ضدها.
وأضاف أن قطر الخط الرئيس الذي يغذي بلدة المنصورة وأحيائها يبلغ 315 إنش، “وهي لا تكفي لسد حاجة السكان بالتزامن مع التوسع العمراني وازدياد عدد السكان”.
وتقول مديرية المياه في المنصورة إنها تدرس مشروعاً لاستبدال الخط الرئيس بما يتناسب مع التوسع العمراني، لكنها لم تحدد مدة للانتهاء من الدراسة أو تنفيذ المشروع.
وتحتاج البلدة لخط بقطر650 إنش لتلبية حاجة سكان البلدة، بحسب المسؤول المحلي.