إصابات مضاعفة .. شمال شرقي سوريا في مواجهة “أخطر” موجة من كورونا
القامشلي – نورث برس
يتوجه محمد كل صباح إلى مخبره البدائي، ليعاين مع أعضاء فريقه مئات المسحات لأشخاص يشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، ليغدو هذا المخبر معياراً يحدد نسبة انتشار الفيروس، والذي تقول المعطيات إنه “لن يرحل مبكراً”.
ويومياً تعلن هيئة الصحة في الإدارة الذاتية، عن تسجيل مئات الإصابات الجديدة بفيروس كورونا، بعد أن كانت الإصابات لا تتجاوز العشرات في أوقات سابقة.
الرئيس المشارك لهيئة الصحة في شمال شرقي سوريا، جوان مصطفى، لم يستبعد أن يتم تسجيل آلاف الإصابات بالفيروس بشكل يومي، على اعتبار أن الموجة الحالية “سريعة الانتشار”.
وأمس السبت، سجلت مدينة الحسكة لوحدها 114 إصابة، بمجموع 273 في عموم مناطق شمال شرقي سوريا.
وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في مناطق الإدارة الذاتية حتى الآن 24.520 إصابة مؤكدة، منها 835 وفاة و2.046 حالة شفاء.
وبينما يحاول محمد خالد، وهو مسؤول مخبر PCR ، المختص في فحص مسحات المشتبهين بالإصابة، معاينة كافة المسحات القادمة إلى مخبره من عموم مناطق شمال شرقي سوريا، إلا أن كثرتها تؤدي إلى تأخر ظهور بعض النتائج.
ويقول: “يومياً نستقبل من 600 إلى 700 مسحة، ونعمل على حوالي 500 منها (..) نباشر العمل باكراً ولا نغادر المخبر قبل منتصف الليل”.
ويدير “خالد” فريقاً يشرف على خمسة أجهزة فحص، و ثمانية فنيين بالإضافة إلى طبيبين مخبرين.
وأشار المسؤول عن المخبر إلى أن عدم توفر بعض المواد الطبية أدى إلى تراكم بعض المسحات وتأخر ظهور نتائج فحص بعض المشتبه بإصابتهم.
وقالت مصابة من مدينة القامشلي، إنها انتظرت ثلاثة أيام لغاية الحصول على نتيجة فحصها، والتي أظهرت إصابتها بالفيروس.
وقال فرحان سليمان، وهو مسؤول فريق الطوارئ في الهلال الأحمر الكردي، الذي يشرف على أخذ مسحات السكان، إن “عدد المسحات تضاعف خلال الفترة الأخيرة”.
وبخلاف معظم دول العالم، فحص كورونا في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، يكون مجاني.
وبينما يعاين الفريق المخبري المسحات، ينتشر فيروس كورونا “بشكل كبير وسريع” بين السكان، حيث أن شمال شرقي سوريا تشهد الموجة الرابعة من انتشار كورونا، وفقاً لـ”مصطفى”.
ولم يستبعد الرئيس المشارك لهيئة الصحة، خلال حديث مع نورث برس، إصابة كافة السكان بكورونا خلال الوقت الحالي، مشدداً على “خطورة الوضع”.
وذكر محمد خالد أن نسبة الإصابة تتجاوز الخمسين بالمئة من إجمالي المسحات القادمة إلى مخبره.
ومنذ الجمعة الفائتة، أقرت الإدارة الذاتية منع التجمعات الكبرى في صالات الأفراح وخيم العزاء والمؤتمرات والمسيرات، وذلك ضمن إجراءات التصدي لانتشار فيروس كورونا.
إلا أن انتقادات تطال متابعة الجهات التنفيذية للقرار، وسط “عدم اكتراث السكان، مما ينذر “بكارثة حقيقة” بحسب “مصطفى”.