سائقون نجوا من حوادث خطف على طريق السويداء-دمشق لا يثقون بالحواجز الحكومية
السويداء- نورث برس
ينوي رشيد الصائغ (44 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة السويداء، جنوبي سوريا، عدم المخاطرة مرة أخرى في العمل كسائق على شاحنة لنقل البضائع إلى العاصمة ومنها، بعد تعرضه للاختطاف قبل ثلاثة أشهر ودفعه فدية لإطلاق سراحه.
ويشهد أوتوستراد دمشق-السويداء ازدياد حوادث خطف واعتداءات من عصابات مسلحة تطالب بمبالغ مالية مقابل إطلاق من اختطفتهم، ولا يحد من ذلك انتشار مفارز ونقاط أمنية حكومية على طول الطريق، بحسب سكان وسائقين.
وأدى ازدياد هذه الحوادث لإيقاف عدد من سائقي الشاحنات، الذين عملوا لسنوات طويلة في نقل البضائع المختلفة بين دمشق والسويداء وبالعكس، لأعمالهم مكتفين بالنقل داخل المدن وفي الأسواق المحلية.
ونهاية أيار/ مايو الفائت، تعرض “الصائغ” عند مدخل مدينة شهبا الشمالي للاختطاف على يد خمسة مسلحين ملثمين، أثناء توجهه بشاحنته المحملة بعشرة أطنان من الفواكه والخضراوات من دمشق إلى السويداء.
وأجبر المسلحون السائق على التوقف والترجل تحت تهديد السلاح، ليتم ضربه ووضع عصابة على عينيه ثم اقتياده إلى مكان يجهله حتى الآن.
وبعد مرور شهر على اختطافه، تمكنت عائلته من خلال بيع منزله تأمين 30 مليون ليرة سورية ودفعها كفدية مقابل إطلاق سراحه، لكن الخاطفين لم يقبلوا بإعادة شاحنته.
يقول “الصائغ”، وهو يشير إلى آثار التعذيب والندوب على جسده، “تعرضت لضرب عنيف بأكبال الحديد، كانت تجربة مريرة وقاسية لن تمحوها السنوات بسهولة، خاصة أنهم هددوني بالقتل أكتر من مرة”.
حوادث في ازدياد
وبلغت عدد حالات خطف سائقي الشاحنات على خط دمشق-السويداء، منذ عامين حتى الآن، 25 حادثة خطف، بحسب مسؤول حكومي في مديرية الشرطة بالسويداء، اشترط عدم نشر اسمه لأسباب أمنية.
ويشير المسؤول في الشرطة إلى أن كل السائقين المخطوفين عادوا لعائلاتهم بعد دفعها فدى مالية باستثناء رجلين تم قتلهما، “وهما من سائقي ريف دمشق العاملين على الخط نفسه”.
ولم تتمكن الشرطة والأفرع الأمنية والحواجز الحكومية من إلقاء القبض على أي من المتورطين في حوادث خطف السائقين، بحسب المسؤول في الشرطة.
ونهاية أيار/ مايو الفائت، اختطف مسلحون مجهولون شاباً يتحدر من دمشق على طريق السويداء-دمشق، بحسب موقع “السويداء 24” المحلي الذي رجّح حينها أن يكون هدف الخطف طلب فدية مالية.
وقال مصدر مطلع، لنورث برس، أن تلك الشاحنة التي استولى خاطفوا السائق عليها “كانت محملة بمبالغ مالية كبيرة إضافة إلى بضائع مختلفة لتجار وأصحاب محال تجارية في محافظة السويداء”.
ويتهم سكان وسائقون عناصر الأجهزة أمنية الحكومية بأنهم على ارتباط وتواطؤ مع “العصابات المسلحة” وأنهم يتقاسمون الفدى المالية والمسروقات فيما بينهم.
ويتساءل هؤلاء عن كيفية تحرك “العصابات المسلحة” على الطرق السريعة بين السويداء والعاصمة دون أن تتمكن الحواجز الحكومية من إلقاء القبض على أي منهم، على حد قولهم.
اتهامات لعناصر حواجز
ويرى سكان وناشطون في السويداء أن الهدف الوحيد من الحملات الأمنية والعسكرية للحكومة السورية بدعوى ضبط المجموعات المسلحة وأعمال الخطف والسلب هو استعادة سيطرتها الكاملة، دون إيجاد حلول للمشكلات الأمنية والخدمية.
وفي الرابع والعشرين من أيار/ مايو الفائت، زار حسام لوقا، وهو مدير إدارة المخابرات العامة في سوريا، السويداء والتقى في مقر فرع أمن الدولة مع مشايخ عقل الدروز ووجهاء محليين ورموز اجتماعية وأهلية بارزة هناك.
ووعد “لوقا”، الذي سبقه رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس في زيارة مماثلة، بحلول لمشكلات المحافظة، بينما قابله المجتمعون بمطالب أمنية واقتصادية وخدمية.
وفي كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، أقدم مجهولون على اختطاف شاحنة نقل عائدة لشركة حوالات مالية في السويداء على طريق دمشق- السويداء.
ومنذ شهرين، تعرض حميد طرابيه (50 عاماً)، وهو اسم مستعار لسائق شاحنة يعيش في مدينة صلخد، للخطف أثناء توجهه بشاحنته (براد نقل كبيرة للتفاحيات) من السويداء الى دمشق.
واعترض مسلحون الشاحنة بعد تجاوزها حاجزاً للأمن العسكري بعد مدينة شهبا بكيلومتر واحد على مفرق بلدة أم الزيتون بريف السويداء الشمالي، وتم اقتياده والشاحنة إلى مكان لم يتعرف عليه، وفقاً لما ذكره لنورث برس.
وبعد دفع مبلغ 20 مليون ليرة سورية، أطلقت “العصابة” سراح “طرابيه” ولكن دون أن تعيد شاحنته.
ويتهم “طرابيه” الحواجز العسكرية والأمنية الحكومية الواقعة بين السويداء ودرعا بأنه “يتم شراؤها من قبل تلك العصابات لتسهيل عبور الشاحنات المسروقة وبيعها في الأسواق السوداء بعد أن تتم إزالة لوحاتها المرورية”.