أفلام قصيرة من المغرب تُعرَض في الركن الثقافي لحركة البناء الوطني بدمشق
دمشق ـ نورث برس
عرضت في الركن الثقافي لحركة البناء الوطني، مساء الأحد الماضي، ثلاثة أفلام قصيرة، اثنان من تونس وواحد من الجزائر.
وعلق المخرج السوري المعروف محمد ملص في حديث لنورث برس على الأفلام الثلاثة بقوله: إن الفيلم الأول كان رائعاً بالتقاط الصورة التي أسماها “عين الكاميرا الموفقة” لكنه يخلو من المضمون السينمائي.
والعرض الأول كان للفيلم التونسي ” of gods weeds and revolution” للمخرجة التونسية المغتربة “مريم الجبير”، التي عادت إلى بلدتها في تونس بعد 2011 بعين تلتقط أدق التفاصيل في بيتها وحارتها، وأحد المشاغل التي تعمل بها عاملات خياطة مع جّد عجوز فاقد للذاكرة، تركز عليه الكاميرا وهو يتلقى الأسئلة، مجيباً عنها بأنه لا يعرف.

مشهد من الفيلم التونسي
وتم التركيز على سؤاله عن الرئيس ابو رقيبة وفترته، فأصر بأنه لا يعرفه. وكان هناك دعوة على تجاوز ونسيان الفترة السابقة وبداية عهد جديد.. ثم تصور الكاميرا. الشوارع والحارات. مع الصوت الشهير الذي رافق الثورة التونسية بأنه لا خوف بعد اليوم، أيها التوانسة، لقد هرب “بن علي”.

مشهد من الفيلم التونسي
أما حول الفيلم الجزائري ” قنديل البحر” فقال “ملص”: لم أحب هذا الفيلم الغرائبي رغم أنه خلط بين تقصير السلطات والعالم السحري.
والفيلم للجزائري “داميان أونوري”، فقد كان فانتازياً بامتياز. حكى عن عائلة من أب وأم وولدين برفقة جدتهم. ذهبوا في يوم إلى البحر للاستجمام. مضى الرجل إلى بعض شؤونه وترك عائلته على شاطئ البحر يمرحون، والأم تراقب أولادها والناس الآخرين وهم يسبحون.

مشهد من فيلم “قنديل البحر”
تتحرك شهوة البحر في داخلها فتمضي إلى السباحة بثوبها، لكنها تسبح بطريقة وكأنها تتراقص مع أمواج البحر، وهي تلبس ثوباً يشف قليلاً، فاجتمع حولها ثلة من الشباب الطائش، وبدأوا مضايقتها في البحر، بعد أن شككوا بها وربما بأخلاقها، وهي تصرخ أولادي وزوجي ينتظرونني.
لكنهم تابعوا العبث بها وهم يقولون: هنا مكان عائلي، ما لذي جاء بك إلى هنا؟ ليأتي الزوج ويتفاجأ بغياب زوجته وفقدانها في البحر، بعد أن استدعى فرقة إنقاذ حكومية، وهو يحثهم على فعل شيء وإنقاذ زوجته، لكنهم يتلكؤون، ويتصرفون حسب التعليمات، كما قال رئيس فريق الإنقاذ. لترصد الكاميرا المرأة وهي تسبح بمهارة عجيبة تحت الماء، وكأنها سمكة جميلة وماهرة.
وتعرض الكاميرا في نفس الوقت صور أولادها وزوجها وهي تسترجعهم. وتطول فترة غوصها تحت الماء. لتظهر بعد حين فوق الماء بوجه غريب يثير خوف الآخرين، وكأنها تحولت إلى كائن آخر يجمع بين الإنسان والكائنات البحرية، مما يخيف الناس من شكلها الجديد، وحوار بين الزوج والمسؤولين، يتهمهم بالتقصير، وهم يركزون على أن زوجته تحولت بإرادتها.. ليمزج الفيلم بين واقع التقصير وعالم سحري يحاكي بعض الأساطير التي تختزنها الذاكرة الشعبية هناك.
بينما استلطف “ملص” الفيلم الكوميدي الثالث “بلبل”، حيث اعتبر أن الكاميرا والحكاية استطاعت أن تلتقط حالة وظاهرة اجتماعية بدقة. ويقدمها لنا. بشكل كوميدي ظريف وبواقعية شديدة.
والفيلم التونسي الثالث “بلبل” لخديجة المكشر وهو كوميدي وظريف، يركز على زوجة وزوجها في منتصف العمر أو أكبر بقليل، وتبدو عليهم البساطة في العيش.

مشهد من الفيلم التونسي “بلبل”
وفي أحداث الفيلم، يذهب الزوج إلى السهر والشراب وزوجته تؤنبه، والمرأة تنتظر الأعراس التي تحصل في المدينة فتذهب هي مشاركة بزغاريدها ورقصها وكأنها من أهل العريس والعروس، وتعود إلى بيتها بعد أن تملأ حقيبتها بشتى أنواع الحلويات التي تقدم كضيافة في الأعراس، فتلتهمها هي وزوجها بشهية.. لينتهي الفيلم بلقطة حميمية بين الزوجين، وكأن المرأة قد حملت، وأصبحوا يتنظرون مولودا جديداً.