رياضيون في السويداء حاصلون على بطولات يعملون بعيداً عن الحقل الرياضي

السويداء- نورث برس

لم تزل ابتسام اشتي (40عاماً) وهي بطلة محافظة السويداء، جنوبي سوريا، في الجمباز تمنّي النفس بعودتها إلى صفوف الاتحاد الرياضي بمدينتها كمدربة جمباز للفتيات الناشئات كما كانت في سابق عهدها، ولكن الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها أسرتها جعلتها تتشارك وشقيقها في إعالة الأسرة وذلك بالعمل في مول.

ويعمل العديد من الرياضيين/ات في السويداء والحاصلين على بطولات محلية وإقليمية في أعمال بعيدة عن الحقل الرياضي جراء ما وصفوه بـ”الإهمال الحكومي” لهم وعدم الاكتراث من قبل الاتحاد الرياضي الحكومي العام بدمشق وفرعه في السويداء.

ويقول هؤلاء إن الأبطال الرياضيين في سوريا “يعانون فقر الحال لغياب الدعم المادي”.

وبعد مشاركة “اشتي” وهي حاصلة على برونزية فئة السيدات في بطولة غرب آسيا عام ٢٠١٠ وبأكثر من بطولة داخل سوريا وخارجها في لعبة الجمباز الفردي وحصولها على ميداليات عديدة، عينها الاتحاد الرياضي بالسويداء عام ٢٠١١ كمدربة للعبة الجمباز لفئة الشابات.

وعملت “اشتي” كمدربة لمدة عامين براتب لا يتجاوز التسعة آلاف ليرة سورية آنذاك، ولكن بعد أن اندلعت الحرب في سوريا، تقدمت بطلب استقالة للاتحاد الرياضي وتمت الموافقة عليه.

وحاول الاتحاد الرياضي التعاقد معها مرة أخرى عام ٢٠١٨ كمدربة، ولكنها رفضت لأن “الآجر ضئيل ولا يتعدى الـ 50 ألف ليرة سورية”، وفقاً لما ذكرته لنورث برس.

وبحسب رستم البحري (50عاماً) وهو اسم مستعار لمسؤول في القطاع الرياضي بالسويداء، فإنه خلال العشرة سنوات الماضية تسرب من القطاع ٧٠ بالمئة من كوادره الرياضية (مدربين ولاعبين) بحثاً عن مصادر رزق لهم.

وأشار المسؤول الحكومي إلى أن قسماً منهم توجه إلى المناطق الصناعية للعمل وامتهنوا مصالح أخرى وقسم آخر لجأ إلى أسواق البيع المختلفة في التجارة وآخرون هاجروا خارج البلاد.

وفي عام 2016، توجه فيصل قطيش (30عاماً) وهو أحد الأبطال في كرة المضرب (التنس) في السويداء إلى العمل في أسواق الحسبة في المدينة كبائع للخضار والفواكه.

وقال “حميد” إنه بحاجة إلى إعالة زوجته وطفليه، “باتت الرياضة لا تطعم خبزاً في بلادنا، العديد من زملائي ممن شاركوني هذه اللعبة وحققوا بطولات داخلية وخارجية هاجروا خارج البلاد بعد عام ٢٠١١”.

ومنذ خمسة أعوام، حصل “حميد” على ثاني بطولة للجمهورية في كرة المضرب وشارك المنتخب الحكومي السوري في بطولة غرب آسيا في لبنان وحصل على الفضية في الفردي والبرونزية في الجماعي (الثنائي).

“ولكن مع الأسف لم ألقَ أي دعم، فالقطاع الرياضي الحكومي في السويداء يفتقر إلى التخطيط والدعم المالي وتفشي المحسوبيات”، على حد تعبيره.

 ورأى أنه رغم وجود أشخاص “جيدين” في الاتحاد الرياضي بالسويداء، ولكنهم “محكومون من قبل الاتحاد الرياضي العام بدمشق ولا يملكون استقلالية القرار في الحفاظ على الأبطال الرياضيين ورعايتهم وتقديم كل الدعم لهم”.

إعداد: سامي العلي – تحرير: سوزدار محمد