القامشلي ـ نورث برس
بدأت القصة في الصالون الثقافي لحركة البناء الاجتماعي في دمشق، تحت عنوان” حكايا الصور، وهو أحد العناوين الفرعية للنشاط الثقافي للحركة.
وتحت هذا العنوان، يعتمد هذا النشاط على قراءة الصورة، وهي أشبه ما تكون باللعبة الثقافية، لأنها تعتمد على اختيار صورة فوتوغرافية ما.. تحمل الكثير من الدلالات والهوامش، ويتم إرسالها إلى مجموعة من الكُتَّاب، أو القاصين، دون أي إشارة لتاريخ الصورة أو أي دلالات أو إشارات أخرى.
وبالتالي تتم قراءتها من مناظير وزوايا مختلفة، حسب ما تتركه الصورة في مخيلة وذهن وثقافة الكاتب.

وأنتجت تلك القراءات، مجموعة من القصص والخواطر والكتابات الجميلة والمبدعة، مع مشاركة غنية من الحضور.. الذين يدلون بآرائهم حول الصورة، والقراءات المتنوعة لها.
وتعددت الأسماء التي أبدعت في قصصها حول “حكاية صورة”، مثل الكاتبة سلوى زكزك، وميادة محسن، وفيحاء جبارة، وحنين أحمد. عمر صناديق، ومحمد غرير، وريما نصر، وصبا قسام، ودلال لوقا، وجبر الهندي.. وغيرهم الكثير.
وجاءت السلسلة الوثائقية حول تاريخ وثقافة الصورة متممة ورافداً غنياً حول هذه التجربة التي فتحت أفقاً جديداً في فن وموضوعات كتابة القصة القصيرة، وبتضافر عوامل عدة. منها الوثيقة والصورة وخيال وثقافة الكاتب، والقدرة على تفكيك وتحليل الرموز لتحويلها إلى سرد وحكاية مشوقة، بحسب أحد المشرفين على النشاط.
وفي هذا النشاط الأخير طور “الحكيم” وهو لقب الدكتور أحمد حسن القائم على هذا النشاط بترجمة وعرض سلسلة وثائقية بعنوان “The genius photography”.
يقول “الحكيم” لنورث برس: تتحدث وتعرض تاريخ التصوير بشكل مفاهيمي من خلال تحليلات ورؤى معمقة لفلاسفة ومؤرخين ونقاد. وتربط هذا التاريخ بالتطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إضافة للتقنية على مدى مائة وثمانين عام.
إن تطور فن وتقنية التصوير له تاريخ طويل بحسب بعض المصادر، حيث وجد التصوير الفوتوغرافي منذ حوالي القرن الخامس قبل الميلاد، وقام أحد العلماء العراقيين بتطوير الكاميرا الغامضة في القرن الحادي عشر، وفي ذلك الوقت لم تسجل الكاميرا صوراً ولكنها عرضتها على سطح آخر، حيث استخدمت الكاميرا الغامضة في ثقب في خيمة في منطقة مظلمة، ولم تكن صغيرة لحملها وتمّ تقديم العدسات الأساسية لتركيز الضوء.
وأشار “الحكيم” إلى أن السلسلة الثقافية ترصد تاريخ التصوير وتطوره وتقنياته، “لكن الأهم بالنسبة لنا ولهذا المشروع هو تتبع ثقافة التصوير الضوئي أو الفوتوغرافي، وتطور المفهوم والأثر الذي تتركه الصورة في وجدان المتلقي، وتثبيت تلك اللحظات التاريخية، لتكون لحظة تعبيرية عن مرحلة وحالة ما، بالتالي تطور القراءة عندنا لتلك اللحظات الزمنية، وتعدد الإيحاءات التي تتركها في نفوسنا”.
وأضاف: “إنها وثيقة تاريخية وثقافية تحمل دلالاتها الواقعية وإحداثياتها الاجتماعية والثقافية وربما السياسية. والأهم في كل هذا النشاط. هو رصد تعدد القراءات وتنوعها. للصورة – الوثيقة نفسها.. مما يعكس غنى وتنوع وتعدد ثقافاتنا، وتباين مستوياتها، ودليل على قصدية في توظيف الأثر، وتطويع المفهوم ليخدم رؤانا المعاصرة واهتماماتنا ومهامنا الآنية. في سبيل تطوير الحياة وتوجيهها من خلال لحظات تاريخية جمالية تحمل ذخيرتها ومدخراتها وأسرارها.