سياسيون في شمال شرقي سوريا: الوجود الإيراني يهدد التركيبة السكانية

الرقة- نورث برس

قال سياسيون من الرقة في شمالي سوريا، الخميس، إن الوجود الإيراني والممارسات التي ترتكبها إيران في سوريا تهدد التركيبة السكانية، كما تهدد بإشعال حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران تكون الأرض السورية ساحتها.

وقالت جيان ملا محمود، وهي عضو مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية، في الرقة شمالي سوريا، الخميس، إن الممارسات الإيرانية الطائفية في سوريا تهدد التركيبة السكان في عدة مناطق.

ونقلت تقارير صحفية عن مراقبين، أن إيران تتجه لزيادة تغلغلها في سوريا عبر استبدال أدواتها، وتعمل على تثبيت وجودها وسط البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية السورية، لتضفي الطابع الرسمي على مختلف أنشطتها وتحركاتها في مناطق سيطرة حكومة دمشق.

وأضافت ملا محمود، لنورث برس، أن زرع البذور الطائفية والتركيز على تغيير طائفة السكان في مناطق سيطرت عليها إيران أو فصائل تابعة لها، “بات خطراً حقيقياً يهدد مستقبل النسيج الاجتماعي السوري”.

وأشارت السياسية إلى أن التنافس الإسرائيلي الإيراني في سوريا والاستهدافات الجوية الإسرائيلية للتموضعات الإيرانية، “يهدد بإشعال حرب مفتوحة بين الطرفين تكون الأراضي السورية ساحتهما”.

وبشكل شبه مستمر، تواصل إسرائيل استهداف مواقع وتمركزات لفصائل إيرانية في سوريا.

وقال عبد الرحمن العيسى وهو باحث سياسي وكاتب في جريدة السوري من مدينة الرقة، إن إيران اتبعت في التموضع في سوريا قبل العام 2011 “السياسة الناعمة” القائمة على تنفيذ بعض المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والنشر المحدود للمذهب “الشيعي” في مدن دمشق وحلب والرقة.

واتخذت إيران من وجود مزارات لشخصيات “مقدسة” عند الشيعة ذريعة للتمدد الثقافي الفارسي في سوريا، بحجة الزيارات الدينية “والتي كانت تتساهل معها حكومة دمشق”، بحسب الباحث.

وأعلنت إيران رسمياً منذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، وقوفها لجانب حكومة دمشق، وأعلنت عن إرسال المستشارين العسكريين لدعم القوات الحكومية في حربها ضد فصائل من المعارضة السورية.

وتواصل إيران تطويع مقاتلين من سوريا ضمن فصائل تابعة لها، متبعة سياسة ترغيبية عبر تقديم العديد من العروض لهم واستغلال الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تمر بها سوريا.

وبشكل علني دعمت وأنشأت إيران فصائل عسكرية عملت من خلالها على تنفيذ تطلعاتها في سوريا، ومن أبرز تلك الفصائل قوات الدفاع الوطني وفصائل فاطميون وزينبيون.

ويرى “العيسى”، أن إيران بعد التدخل العسكري في سوريا “ارتكبت العديد من المجازر بحق المدنيين السوريين في المناطق التي دخلتها برفقة القوات الحكومية بحجة محاربة الإرهاب”.

وأضاف لنورث برس، أن “حملات التدمير الممنهج التي طالت مدناً سورية كانت عبر القوى العسكرية الموالية لإيران والتي أعلنت طائفيتها منذ اللحظات الأولى في تدخلها في سوريا”.

وأشار الباحث السياسي إلى التنافس الروسي الإيراني على المصالح ومناطق النفوذ في سوريا “واضح بشكل جلي”.

واعتبر “العيسى” أن إيران تخشى من الحل السياسي في سوريا، “لأن الوجود الإيراني سينتهي، وستكون الخاسر الوحيد من إنهاء الحرب بإرادة دولية بعيداً عن استمرار النزاع وعسكرة الواقع السوري”.

إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: عمر علوش