ازدياد الاهتمام بتربية الخيول الأصيلة شمال إدلب رغم صعوبات
إدلب ـ نورث برس
يقضي رافي السرجاني (23عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح في مدينة سرمدا شمال إدلب، شمالي غربي سوريا، معظم وقته في التدريب استعداداً للمشاركة في مسابقة للخيول الأصيلة سينظمها أحد نوادي الخيل قريباً في إدلب.
ويقول الشاب إنه عاد لهوايته في ركوب الخيول الأصيلة والمشاركة في المسابقات، بعد انقطاع استمر لمدة عامين، نتيجة النزوح المتكرر والتصعيد العسكري في المنطقة.
وتشهد إدلب في الآونة الأخيرة إقبالاً كبيراً على تربية الخيول الأصيلة وازدياداً في الطلب عليها بعد فترة انقطاع طويلة أدت لتضرر النشاط، نتيجة التصعيد والعمليات العسكرية في المنطقة.
وتنظم النوادي الخاصة بتربية الخيول مسابقات لاختيار وتكريم الفرسان، ومربي الخيول في المنطقة بشكل دوري.
ويأمل “السرجاني” في تحقيق مراكز متقدمة في البطولة التي ستقام في إدلب قريباً، وخاصة أنه أنهى استعداداته مع فرسه “رياح” بعد فترة تدريب وصفها بالمرهقة، للتأقلم مع حصانه الجديد.
راضي السعيد (45عاماً)، وهو اسم مستعار لتاجر خيول من إدلب، يقول لنورث برس، إن “الخيول العربية الأصيلة في سوريا تتمتع بأصالتها ونسبها المسجل، حيث أن بعضها يكون نسبه معروفاً منذ أكثر من 200 عام، فضلاً عن أن معظمها تكون من ذوات الدم الحار وهو ما يميزها عن غيرها بالقوة والتحمل”.
وأضاف أن أسعار الخيول الأصيلة في إدلب تتراوح تبعاً لنوعها وجودتها ونسبها، وغالباً ما تكون بحدود 2000 و20 ألف دولار بحسب مواصفات الفرس وأوراقه الثبوتية.
وعلى مقربة من مدينة الدانا شمال إدلب، يقضي سائر الناصيف (45عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح، معظم وقته في تربية الخيول الأصيلة والاعتناء بها، بعد سنوات من الانقطاع عنها نتيجة النزوح المتكرر.
ويقول “الناصيف” إنه ورث مهنة تربية الخيول من والده، إذ أنه يعمل بها منذ أكثر من عشرين عاماً، قضاها كمدرب ومربي وتاجر يعرف أصناف الخيل وأصالتها وحتى نسبها.
وقام “الناصيف”، ببناء إسطبل مخصص وواسع، يتلاءم مع طبيعة عمله في مهنته وهوايته على حدّ وصفه.
وتواجه تربية الخيول في إدلب العديد من الصعوبات منذ بداية الحرب السورية.
ووفقاً لما قاله مدير مكتب الخيول العربية الأصيلة التابع للحكومة السورية، محمد غياث الشايب لوسائل إعلامية موالية، فقد “فقدت سوريا ثلاثة آلاف رأس خيل عربي منذ عام 2011، بسبب الحرب والعمليات العسكرية التي شهدتها جميع المناطق”.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن نسبة الخسارة بلغت في مناطق شمال غربي سوريا حوالي 40%، بعد أن نفق عدد كبير من الخيول نتيجة المعارك وعمليات القصف إلى شهدتها المنطقة، وغياب المأوى في ظل هدم عشرات المرابط وتهريب بعضها إلى خارج البلاد.
كما ويواجه مربو الخيول صعوبة في تأمين الأعلاف المخصصة، فضلاً عن ندرة الأدوية والفيتامينات واللقاحات والمستلزمات الطبية اللازمة، مما أدى لتناقص عددها وخسارة معظم مربيها، بحسب “الناصيف”.
وفقد “الناصيف” أربعة من خيرة خيوله قبل نزوحه من ريف حماة الشمالي، جراء نفوقها في القصف خلال العمليات العسكرية الأخيرة التي شنتها القوات الحكومية على المنطقة، ما تسبب له بخسارة كبيرة، دفعته للتوقف عن تربية الخيول لفترة طويلة.
ويقول التاجر “السعيد”، إن من أبرز الصعوبات والمشكلات التي تواجه مربي الخيول في إدلب، هي إثبات نسب الخيول، واستحالة تسجيلها في مؤسسات الحكومة السورية والتي لا تسجل الخيول المتواجدة في المناطق الخارجة عن سيطرتها.