“الزعتر البري” مصدر دخل موسمي لعائلة نازحة بريف الرقة الجنوبي الشرقي

الرقة- نورث برس

يبحث عبد العزيز المحمد (40 عاماً)، في ساعات الصباح الأولى، في بادية ريف الرقة الجنوبي، شمالي سوريا، عن حشائش الزعتر البري، متخذاً إياها مصدر كسب موسمي بين أواخر آذار/مارس وبداية تموز/يوليو من كل عام.

ويرافقه في رحلته اليومية ابنه محمد (13 عاماً)، بينما يبقى ثلاثة من أبنائه مع أمهم في خيمة نصبتها العائلة بجانب الطريق العام في قرية كسرة شيخ جمعة، 7 كم جنوب مدينة الرقة.

ويجول عبد العزيز على دراجته النارية في البادية بحثاً عن الأماكن التي يمكن أن تنبت فيها شجيرات الزعتر البري، خارج مراعي المواشي التي تأكل منها.

والزعتر البري نبات عطري ذو أوراق صغيرة، ينبت في فصل الصيف ويستخدم كتوابل او لأغراض صحية.

ويجفف “المحمد” الزعتر البري بعد جمعه ليبيعه لبائعي التوابل في أسواق المدينة، ويعتبر ذلك دخلاً موسمياً لعائلته النازحة من مدينة معدان في ريف الرقة الجنوبي الشرقي.

وعام 2017، سيطرت قوات الحكومة السورية وفصائل موالية لإيران على معدان بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

ويستمر النازح الأربعيني في جني الزعتر البري طول خمسة أشهر في الربيع والصيف، ليضطر بعدها بالبحث عن عمل آخر يؤمن لعائلته احتياجاتها الأساسية ريثما ينبت الزعتر مجدداً.

ويجني كل يوم ثلاثة كيلوغرامات أو أربعاً منها بعد جولته في البوادي.

وبجانب خيمته، يفرش “عبد العزيز” شجيرات الزعتر البري ويقلبها بين الحين والآخر تحت أشعة الشمس حتى تجف تماماً، ثم ينقي الأوراق من العيدان اليزيد جودتها.

ويشتري تجار التوابل الكيلو غرام الواحد من الزعتر البري من “المحمد” بثلاثة آلاف ليرة سورية او أكثر قليلاً لتباع عندهم بأكثر من عشرة آلاف ليرة.

يتميّز الزعتر البري باستخداماته الكثيرة حيث تستخدم أوراقه الطازجة في السلطات أو كتوابل للأطعمة المطبوخة، كما يُمكن استخدامه لتحضير شاي الزعتر البري.

ويستخدم شايه كملين للقصبات الهوائية ومزيل للبلغم وتعزيز صحة الجهاز الهضمي وخفض ضغط الدم ، بحسب مجلات طبية عالمية.

وتفتقد خيمة العائلة لأدنى مقومات السكن، لكنها تجمع الأفراد الذين يقولون إنهم لا يطلبون سوى تأمين الحاجات الأساسية للعيش.

ويرى “عبد العزيز” أن دخله من جمع الزعتر “مقبول” لو استمر طوال العام، لكنه ينقطع مع انتهاء موسم النبتة، ليعمل بعدها في أعمال زراعية بقرى الكسرات في ريف الرقة الجنوبي.

إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: عمر علوش