محلل سياسي أميركي: أردوغان في استهدافه شمال شرقي سوريا يختبر إدارة بايدن
واشنطن- نورث برس
اعتبر محلل سياسي أميركي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يختبر إدارة جو بايدن أثناء انشغالها بالأوضاع في أفغانستان من خلال استهداف مناطق يسكنها مسيحيون وإيزيديون شمالي كل من سوريا والعراق.
وقال تيم هوجان، وهو محلل سياسي أميركي، إن التصعيد التركي في شمال شرقي سوريا والعراق تطوّر خطير لا يتم الالتفات له بشكل كبير بسبب التركيز الإعلامي على ما يجري في أفغانستان.
وأشار إلى خطورة تبعات هجوم تركي جديد على الأراضي السورية التي تحرّرت من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منذ أعوام، والذي سيصب في صالح الجماعات المتطرفة.
واعتبر “هوجان” أن قوات سوريا الديمقراطية هي أفضل شركاء الولايات المتحدة لمواجهة احتمالية استفادة المتطرفين من الانسحاب من أفغانستان.
وقال، لنورث برس، إن الرئيس التركي “أردوغان” يختبر إدارة جو بايدن مستغلاً انشغالها بافغانستان، “كما فعل مع دونالد ترمب حين تمكّن عام ٢٠١٩ من قضم مناطق سورية جديدة سلّمها لميليشيات مقربة من القاعدة وداعش”.
وبينما ينشغل العالم بمجريات الأحداث في أفغانستان والمستقبل المجهول الذي ينتظر خاصة النساء هناك، يشن الجيش التركي فصائل المعارضة السورية الموالية هجوماً هو الأعنف منذ العام 2019 على منطقة تل تمر التي يسكنها مسيحيون شمال شرقي سوريا، وسنجار الإيزيدية شمال العراق
ومساء الثلاثاء الماضي، تسبب قصف للقوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها على بلدة أبو راسين شمال الحسكة بمقتل طفل وامرأة وإصابات بين السكان المدنيين، تم إسعاف 16 منهم إلى مشافي المدن القريبة.
والخميس الماضي، قضى أربعة قياديين في وحدات حماية الشعب والمرأة في استهداف جوي تركي لمقر المجلس العسكري لبلدة تل تمر، وفقد قيادي آخر حياته في استهداف طائرة مسيرة تركية سيارته.
وقبل يومين، استهدفت مسيّرة تركية سيارة في قرية هيمو قرب القامشلي، ما تسبب بإصابة قيادي في “الأسايش” ومدنيين اثنين.
وقال بيانان منفصلان لقيادتي “قسد” و”الأسايش” إن أولئك القياديين كانوا في الجبهات الأمامية أثناء الحرب ضد تنظيم “داعش” في كوباني ومنبج والرقة ودير الزور.
ويرى المحلل السياسي الأميركي أن ما تفعله أنقرة من استهداف لقياديات “قسد” التي كانت أقوى عوامل دحر تنظيم “داعش” الإرهابي، “يصب في مصلحة التنظيم كما كل تحرّكات أردوغان في سوريا”.
ويلفت إلى حساسية المناطق التي يستهدفها القصف التركي، حيث يهدد أردوغان والميليشيات المدعومة تركياً قرى تسكنها أقلية مسيحية ستكون معرّضة للقتل والتنكيل، إذا ما أقدمت تركيا على اقتحام المنطقة.
وتعتبر كل منطقتي تل تمر و سنجار رمزاً لمعاناة اقليات دينية، لا سيما النساء منهم، إذ اختطف تنظيم “داعش” مئات النساء الإيزيديات والمسيحيات بين العامي ٢٠١٢ و٢٠١٤ قبل أن تتحرر المدينتان على يد وحدات حماية الشعب والقوات المسلحة العراقية
وتحاول واشنطن تجاهل ما يقوم به أردوغان للحفاظ على الانسجام السياسي مع أنقرة التي تعد بتأمين مطار “كابل” بعد خروج الولايات المتحدة، بحسب “هوجان”.
وقال: “لو كنت قائداً عسكرياً لأخرجت تركيا من كابل قبل أن تنسحب منها الولايات المتحدة، لأن ما تفعله تركيا وميليشياتها السورية يعكس انسجاماً كبيراً جداً مع عقلية طالبان”.
ويعتقد “هوجان” أن إدارة بايدن ستواجه تهديدات كبيرة من الجماعات المتطرفة إذا ما سمحت لأردوغان بأحداث موجة جديدة من الفوضى في شمال شرقي سوريا، “ناهيك عن الجرائم التي ترتكب من قبل تركيا وميليشياتها والقصف الجوي التركي بحق الاقليات المسيحية واليزيدية التي عانت تحت حكم تنظيم داعش”.
وقال المحلل السياسي إن اتفاقية بين كل من موسكو وأنقرة ودمشق تنص على التحرّك بسرعة لانتزاع أي مكاسب حققتها الولايات المتحدة في حملتها ضد الإرهاب في سوريا.
ووصف “هوجان” الحملة الأميركية ضد داعش في سوريا بأنها “واحدة من أنجح نماذج الشراكة الأميركية في الشرق الأوسط حيث تمكّنت قوات سوريا الديموقراطية من دحر تنظيم داعش دون الحاجة لشن حرب أميركية مفتوحة في سوريا”.
وفي تصريح سابق لنورث برس، قالت ايمي هولمز، وهي باحثة السياسات العامة في معهد “وودرو ويلسون” إن تركيا قامت بأكثر من مئة انتهاك لاتفاقية وقف إطلاق النار في شمالي سوريا والتي وقّعتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب مع أنقرة عام ٢٠١٩.
وكان الرئيس جو بايدن قد وجّه انتقادات لاذعة لإدارة “ترمب” بسبب ما وصفه الإعلام الأميركي بالـ”ضوء الأخضر” لتركيا لاقتحام شمالي سوريا في عملية أسفرت عن مقتل مئات المقاتلين الكرد المتعاونين مع واشنطن خلال حملة دحر تنظيم “داعش”.