“قسد”: التصعيد التركي هدفه نشر الفوضى والضامن الروسي لا يرتقي للمستوى المطلوب

تل تمر – نورث برس

قال آرام حنا، الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، الأحد، إن التصعيد العسكري التركي على شمالي الحسكة، شمال شرقي سوريا، تهدف تركيا من وراءه “نشر الفوضى وانعدام الاستقرار والأمن في المنطقة، وإن الضامن الروسي لا يرتقى للمستوى المطلوب”.

وأشار في تصريح، لـنورث برس، إلى أن “التصعيد التركي يندرج في سياق سلسلة انتهاكات تقوم بها تركيا على مدار عام ونصف في المنطقة، لأن القوات التركية كانت ولا تزال تخرق اتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة مع الجانبين الروسي والأميركي”.

وفي تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، أبرمت موسكو وواشنطن مع أنقرة اتفاقيتي وقف إطلاق النار بعد شن الأخيرة هجوماً على مدينتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض في شمال شرقي سوريا، أسفرت عن نزوح نحو 300 ألف شخص، وفق تقارير حقوقية.

إلا أن “قسد” تتهم القوات التركية بخرق الاتفاقية على الدوام عبر استهدافها للقرى المأهولة والمنشآت الحيوية، بحسب الناطق الرسمي باسم “قسد”.

وأضاف “حنا”: “لقد سجلنا العديد من حالات الخرق والانتهاكات بمجال حقوق الإنسان، وأهمها قطع مياه محطة علوك واستهداف المنشآت الحيوية والتعليمية”.

وشدد على أن “التصعيد غير المسبوق مؤخراً من قبل الاحتلال التركي نقرأه بشكل واضح، وهو نشر حالة من الفوضى وانعدام الأمن والاستقرار”.

وفي الآونة الأخيرة، شهد ريف بلدتي تل تمر وأبو رأسين استهدافاً متكرراً بالأسلحة الثقيلة من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها.

والجمعة الماضي، قالت القيادة العامة لـ”قسد”، في بيان، إن “قواتها لن تصمت إزاء الهجمات التركية، وإن خسارتها لقادة ومقاتلين وسكان مدنيين لن يمر دون رد”.

وحول موقف القوات الروسية الضامن لوقف إطلاق النار، قال “حنا”: “نحن نثمن جهود القوات الروسية في ضبط خطوط التماس وإيقاف الانتهاكات، لكن هذه الجهود لا ترقى للمستوى المطلوب لردع قوات الاحتلال عن ارتكاب هذه الانتهاكات”.

وذكر أنهم على تواصل مستمر مع القوات المسلحة الروسية واطلاعهم على حالات الخرق والانتهاكات.

وأضاف: “نشدد على أن القوات الروسية تود الالتزام بمعاهدة وقف إطلاق النار إلا أن الفاشية التركية مستمرة في مخططاتها التخريبية ولا تلتزم بالإطارات القانونية مع القوات الدولية الموجودة في المنطقة”.

والسبت الماضي، طالب المجلس العسكري السرياني، في بيان، روسيا “بأخذ دور فعال أكثر، لوقف إطلاق النار في منطقة التصعيد وأخذ موقف إيجابي تجاه الانتهاكات التركية وما تقوم به من قصف المدنيين والمؤسسات المدنية والتعليمية والتي تناقض المواثيق الدولية”.

وفي سياق آخر، قال “حنا”، إن إدراج القوات الأميركية لبعض قادة الفصائل المسلحة الموالين لأنقرة، على لائحة العقوبات هو خطوة “إيجابية”.

وأشار إلى ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات المماثلة وبشكل أوسع وفعال، لردع الفصائل المسلحة عن ارتكاب مزيد من الانتهاكات بحق سكان المنطقة.

وفي الثامن والعشرين من تموز/يوليو الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، عن حزمة جديدة من العقوبات استهدفت كيانات تابعة لأجهزة المخابرات السورية وفصيل (أحرار الشرقية) الموالي لتركيا المتهم بارتكابه انتهاكاتٍ وجرائم وضم عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى صفوفه.

وأشار “حنا”، إلى أن “صمت المجتمع الدولي سيخدم بشكل مؤكد رغبة الاحتلال التركي في استمرار هجماته وانتهاكاته، وهو سيؤثر فعلاً على جهودنا في مكافحة الإرهاب ورعاية السجون والمخيمات التي تحتضن معتقلي تنظيم داعش وعائلاتهم”.

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: محمد القاضي