مسؤول في الإدارة الذاتية: تركيا انتعشت بسيطرة طالبان على أفغانستان وتحاول التوسع في مناطقنا
الحسكة – نورث برس
قال المتحدث الرسمي للإدارة الذاتية، لشمال وشرق سوريا، لقمان أحمي، الأحد، إن “تركيا قد انتعشت مع سيطرة طالبان على أفغانستان لأنهما يرتويان من المنبع المتشدد ذاته، ألا وهو وأد حرية الشعوب”.
وربط أحمي، في تصريح لنورث برس، التصعيد التركي في شمال شرقي سوريا، بالانسحاب الأميركي من أفغانستان، عقب حرب استمرت لعقدين وانتهت بسيطرة طالبان على الحكم وإعلان إمارة إسلامية.
وصعدت القوات التركية خلال الأيام الفائتة ولا تزال، قصفها الجوي والبري على مناطق شمال شرقي سوريا، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
ويأتي هذا في وقت ينشغل فيه العالم بتبعات الانسحاب الأميركي من أفغانستان واستيلاء حركة طالبان على الحكم هناك.
وقال المتحدث الرسمي للإدارة الذاتية: “كلما حدثت أي تحركات عسكرية أميركية، في أي مكان بالعالم، تريد (تركيا) استغلالها والتحرك عسكريا في مثل هذه التحولات”.
وامتد القصف التركي من قرى تل تمر وبلدة زركان (أبو راسين)، في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا، إلى ريف حلب الشمالي وتل رفعت، مروراً بقرى منبج، ليوقع ضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى مقاتلين وقيادات من قوات سوريا الديمقراطية.
ولأول مرة قصفت مُسيرة تركية (وفقاً لبيان رسمي من وحدات حماية الشعب) منطقة القامشلي، واستهدفت عربة قيادي في الوحدات.
وأعقب القصف استهداف مقر علاقات مجلس تل تمر العسكري، وسط البلدة التي اعتادت على القصف التركي بشكل شبه يومي.
وقال المتحدث الرسمي للإدارة الذاتية، إن “المخطط التركي بالسيطرة على شمال سوريا، وإقليم كردستان بما فيه منطقة الموصل، قديم”.
والجمعة، أدان المجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة التابع للإدارة الذاتية عبر بيان، الهجمات التركية الأخير على بلدتي زركان و تل تمر، كما ودعا المجتمع الدولي والأطراف الضامنة بإنهاء صمتها والتحرك لوقف ما سماه “بالجرائم التي ترتكبها الدولة التركية”.
والثلاثاء الماضي، قُتل طفل وامرأة وأصيب آخرون، جراء قصف تركي طال بلدة زركان، وعدد من القرى المحيطة بها شمال الحسكة شمال شرقي سوريا.
كما أصيب نحو 15 شخصاً بينهم أطفال، وصل ستة منهم إلى مشفى الشعب في الحسكة، في حين تم نقل باقي المصابين إلى مشافي مدن الدرباسية وعامودا.
وقال البيان، إن “الهجمات التركية المتكررة انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية وتجاوز للاتفاقية الموقعة بين الجانبين الروسي والأميركي المتعلقة بوقف القتال”.
وعقب الاجتياح التركي لمنطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض، في تشرين الأول /اكتوبر من العام 2019، وقعت تركيا اتفاقيتين منفصلتين لوقف إطلاق النار مع كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.
وبموجب تلك الاتفاقيات انسحبت قسد من مدينة سري كانيه، بعد معارك طاحنة مع القوات التركية لنحو عشرة أيام، اتهمت تركيا باستخدام أسلحة محرمة دولية.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية، آرام حنا، لنورث برس، إن التصعيد التركي يأتي في “إطار محاولات العدو التركي للنيل من إرادة شعبنا و إضعاف جهودنا و مقاومة الإدارة الذاتية الديمقراطية و قواتنا أيضاً”.
وأشار إلى أن الجهود الحالية للإدارة الذاتية “تنصب حول إيجاد اعتراف رسمي بها و هذا ما بات قريباً وحقيقة لا يمكن إنكارها من خلال المساعي الدبلوماسية”.
وأضاف “حنا” أن قواتهم “اتخذت الإجراءات الدفاعية اللازمة التي تضمن أمن وسلامة المدنيين”.
والجمعة، قالت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، في بيان، إن قواتها لن تصمت إزاء الهجمات التركية، وإن خسارتها لقادة ومقاتلين وسكان مدنيين لن يمر دون رد.
وطالب المتحدث باسم “قسد” المجتمع الدولي والدول الفاعلة بالشأن السوري في توضيح موقفها حيال هذه الانتهاكات.
وقال إن “موقف الصمت سيوفر الظرف الملائم لدولة الاحتلال للاستمرار في انتهاكاتها وهذا سيؤثر بالشكل السلبي حكماً على جهودنا في استمرار مكافحة الإرهاب و ملاحقة فلول تنظيم داعش و رعاية السجون و المخيمات التي تضم المتشددين و عائلاتهم”.