قرار إغلاق الفعاليات التجارية يلحق ضرراً بالعمالة المسائية والليلية في محافظات سورية
دمشق – نورث برس
خسر خالد بهنسي (25عاماً) نصف ساعات عمله المسائي في منطقة الحريقة بدمشق، إذ اضطر صاحب المحل الذي يعمل به لتخفيض فترة الدوام المسائي تنفيذاً لقرار محافظة دمشق القاضي بتحديد مواعيد الإغلاق.
ويعمل “بهنسي” بدوام مسائي من الساعة 6 عصراً حتى الساعة 11 ليلاً، لكن بعد تاريخ التاسع من شهر آب/أغسطس الجاري أضحى عمله يقتصر على ساعتين فقط.
وفي الثامن من شهر آب/أغسطس، أصدرت محافظة دمشق، قراراً حددت فيه أوقات فتح وإغلاق كافة الفعاليات ضمن أوقات محددة بين الساعة السادسة صباحاً والواحدة ليلاً.
وألحق قرار الإغلاق الضرر بالتجار وأصحاب المحال، خصوصاً محال الألبسة والورش الصناعية وشرائح كبيرة من العمالة الليلية والمسائية، وسط انخفاض القدرة الشرائية لمعظم السكان.
وفي اليوم الثالث لصدور قرار الإغلاق، قدم تجار أسواق الصالحية والحمراء والشعلان والشهداء والطلياني والجسر الأبيض والحميدية وأسواق الميدان مذكرة إلى غرفة تجارة دمشق تضمنت اعتراضهم على قرار الإغلاق عند الثامنة مساءً.
ويوم الأحد الماضي، عدلت المحافظة مواعيد الإغلاق، لتعطي أوقاتاً إضافية للفعاليات والمحال سواء بتوقيت الفتح صباحاً والإغلاق مساءً.
ورغم ذلك، لم يستفد “بهنسي” إلا بإضافة ساعة واحدة فقط لعمله، إذ سيستمر عمله للساعة التاسعة بدلاً من الثامنة.
وأثار قرار الإغلاق جدلاً حول تحديد توقيت إغلاق الأسواق التجارية عند الساعة الثامنة ليلاً في مدينة تقفل أبواب متاجرها عند ساعات متأخرة من الليل.
كما تعرض القرار لانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أشار قسم كبير من السكان إلى الضرر الاقتصادي والمالي الذي يمكن أن يتسبب به، خصوصا للتجار وعائلاتهم.
وقال، “بهنسي” إنَّ “صاحب المحلّ أخبره بأنه ينوي تخفيض أجرته لتتناسب مع ساعات عمله”، وذلك تفادياً لخسارته العمل بشكل كامل.
بالمقابل هناك من خسر عمله نهائياً، مثل محمد جعفر، وهو شاب جامعي يعمل في كشك بمنطقة المزة بدمشق بدوام ليلي من الساعة 12 ليلاً وحتى السادسة صباحاً.
يقول “جعفر” لنورث برس، إن “قرار المحافظة أضرني في لقمة عيشي وأفقدني عملي وجعلني غير قادر على إعالة نفسي وأسرتي”.
ويشير إلى أنَّ معيشته تعتمد على عمله الليلي اليومي رغم قلة مدخوله، إذ أن معظم أكشاك مدينة دمشق تفتح 24 ساعة ضمن ثلاث ورديات.
ويضيف، أن “محافظة دمشق لا تستقوي إلا على الفقراء الذين يعملون في ظروف صعبة، لتأمين خبزهم اليومي وإيجار منازلهم الذي تتغاضى محافظة دمشق عن سعره الخيالي”.
وعلى بعد كيلومترات من مركز محافظة دمشق، لم تلتزم الكثير من المحال والفعاليات التجارية بقرار الإغلاق وسط اعتراضها عليه.
ففي منطقة المزة جبل، والمزة (86)، بقيت معظم المحال مفتوحة بعد الساعة 12 ليلاً.
وقال سامر معلا، وهو صاحب محل غذائيات لنورث برس، “لدي ثلاث ورديات تعمل ضمن المحل، أبقيت عليها كما هي، كي لا أخسر ولا يخسر عامل الوردية الليلية عمله”.
وأضاف: “الوردية الليلية تتحايل على قرار الإغلاق بالإبقاء على المحل نصف مفتوح في حال قدوم أي دورية للمحافظة، لكنها لم تأتِ حتى تاريخه”، وفقاً “لمعلا”.
والخميس الماضي، قال نائب محافظ دمشق أحمد النابلسي، في تصريح لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية، إنه منذ إصدار القرار وحتى تاريخه نُظَّم أكثر من 150 ضبطاً.
وزعم أنَّ “انخفاض الضبوط دليل على أن هناك انضباطاً في تطبيق القرار”.
وأشار إلى أن عقوبة المخالف من الممكن أن تكون غرامة مالية مع إغلاق لمدة يومين، وفي حال تكررت المخالفة تزداد قيمة الغرامة ومدة الإغلاق.