أول سفيرة لأفغانستان في الولايات المتحدة: مستقبل مشؤوم ينتظر نساء أفغانستان

واشنطن- نورث برس

قالت رويا رحماني، وهي سفيرة أفغانستان في الولايات المتحدة، إن سقوط أفغانستان بيد طالبان كان مصيراً محتوماً أمام ضعف القوات الأفغانية، ومن المستحيل تجنّبه عبر إطالة فترة التواجد الأميركي،  معبرة عن قلقها من استمرار الحروب الأهلية وتهديد حقوق المرأة الأفغانية بالاختفاء مع سيطرة طالبان.

وأضافت، في حوار قصير أجرته شبكة “سي إن إن” الأميركية: “ليس علينا توجيه أصابع الاتهام لأي جهة حول ما حدث، إلا أن الفشل الذريع لقوات الأمن الأفغانية يشير الى فشل الدبلوماسية الأميركية ويثير الكثير من التساؤلات عن ضياع التضحيات التي قدّمها الجنود الأميركيين والمواطنون الأفغان طيلة العشرين عاماً الماضية”.

وقالت “رحماني”، التي تسلّمت منصبها كأول سفيرة لأفغانستان في الولايات المتحدة عام ٢٠١٨، إنها تتفق مع وجهة نظر إدارة جو بايدن في أن التواجد في أفغانستان لشهر أو سنة أخرى لن يغير شيئاً على الأرض حيث تعاني قوات الأمن والحكومة الأفغانية من انقسامات وضعف شديد سيقود في نهاية المطاف إلى سيطرة كاملة لطالبان على البلاد.

وبحسب قول السفيرة الموجودة في الولايات المتحدة، هي لم تفاجأ بسرعة انهيار البلاد وسقوطها بيد طالبان، لأن القوات الأفغانية كانت تعاني من انهيار في الروح المعنوية وانقسام سياسي كبير وضعف في التنسيق، حيث لم تتلقى معظم المجموعات العسكرية التابعة للجيش الأفغاني أي دعم من الحكومة في كابل منذ أشهر.

وولدت السفيرة رويا رحماني في العاصمة كابل عام 1978، وذلك قبل عام واحد من غزو السوفييت لأفغانستان ودفع البلاد إلى دائرة من الحروب استمرت لأكثر من أربعة عقود.

وفرّت عائلة رويا إلى باكستان المجاورة حيث نشأت كلاجئة، وحصلت على تعليمها في هندسة البرمجيات من جامعة ماكجيل في كندا، ولاحقًا على ماجستير في الإدارة العامة من جامعة كولومبيا الأميركية. 

وقبل توليها منصبها كسفيرة لأفغانستان في العاصمة واشنطن، كانت رحماني سفيرة أفغانستان في إندونيسيا.

وقالت “رحماني”: “أتفق مع البيت الأبيض في أن البقاء لوقت أطول في أفغانستان لم يكن ليغيّر الواقع على الأرض، ولكن ألوم واشنطن والمجتمع الدولي على عدم فرض تسوية سياسية شاملة قبل الانسحاب، كان من الممكن أن تساعد في فرض بعض الشروط على طالبان”.

ورأت الدبلوماسية الأفغانية أن الوضع اليوم في أفغانستان يشبه إلى حد كبير الوضع العراقي عام ٢٠١٤ حين سيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على العراق أمام استسلام الجيش العراقي وضعف مقاومته، مشيرة إلى عدم وجود حكومة شاملة ومتماسكة في كل من العراق وأفغانستان. 

وأعربت السفيرة عن قلقها من المستقبل “المشؤوم” الذي ينتظر النساء في أفغانستان، حيث أخبرت شبكة “سي إن إن” أنها لا تثق بوعود طالبان وتتوقع حرمان النساء لأبسط حقوقهن بعد السيطرة الكاملة للحركة على البلاد.

وقالت: “لا أعتقد أن العالم سيرى سفيرة لأفغانستان في الخارج في ظل حكم طالبان، كما أخشى من حرمان النساء من حق الوصول الى التعليم والتوظيف خاصة أن قادة طالبان صرّحوا مؤخراً بأن عمل المرأة يجب أن يقتصر على القطاع الصحي والتعليم كما تتعامل طالبان مع النساء عموماً على أنهن أدنى درجة”.

إعداد: هديل عويس- تحرير: حكيم أحمد