باحث في مجال الإرهاب: مقتل البغدادي ضربة معنوية كبيرة والسجون هي هدف محتمل لأتباعه
عين عيسى – عدنان منصور – NPA
قال باحث في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" لم ينته أصلاً حتى يعود، وهو لا يزال منتشراً في وديانٍ وصحاريٍ متفرقةٍ ويعتمد حرب العصابات والخلايا، وأنّ الزعيم الجديد لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) هو من سيحدّد مستقبله.
وقال مجاهد الصميدعي إنّه "بلا شك مقتل البغدادي أصاب التنظيم بضربة معنوية كبيرةٍ جداً، تضاف لها الخسائر التي تعرض لها التنظيم مؤخراً، في العراق وفي سوريا على يد قوات سوريا الديمقراطية".
وأردف بأن التنظيم سيحاول القيام بعملياتٍ هدفها الرئيسي "رفع المعنويات للتنظيم ومن ثم الانتقام لمقتل زعيمهم".
وأوضح الصميدعي قائلاً: "لو أردنا استعراض الأماكن التي قد يقوم التنظيم بالتعرض لها، فإن التنظيم كعادته يضرب في الأماكن التي يوجد فيها ضعفٌ أمني، ولديه القدرة على اختراقها، يبدأ بتوجيه هجماته عليها".
وأضاف أنّه وفي نفس الوقت، التنظيم يعتمد "على الإمكانيات المتاحة له للهجوم"، كما أنّ وضع التنظيم الآن "لا يسمح كثيرا بتنظيم عمليات تفخيخٍ إلا في أماكن محدودةٍ، حيث لم يعد له أماكن يستطيع التواجد عليها بحرية".
ويرى الباحث أنّ هذه الأسباب دفعت التنظيم للاعتماد مؤخراً على "الهجمات المسلَّحة والخاطفة عن طريق مسلّحيه المتوزعين في الصحاري وكثيرٍ من القرى البعيدة، ممن يتجمعون بطريقةٍ سريةٍ ومن ثم يقومون بشنّ هجماتٍ أو قطع طرق واعتقال مواطنين وقتلهم".
وتحدّث الصميدعي عن أنّ "تكتيكات الإرهاب اختلفت بعد سقوط آخر معاقلهم على أيدي قسد، وانتهاء الخلافة وعودة المدن إلى طبيعتها التي كانت عليها قبل احتلال داعش".
ويضيف بأنّه إذا "أراد تنظيم داعش الانتقام لمقتل خليفته البغدادي فسيكون تركيزه على الأماكن التي يتواجد فيها مقاتلون له، كالسجون لمحاولة تحريرها ورفع معنويات مقاتليه لما أصابهم من ضربةٍ معنويةٍ بمقتل أبي بكر البغدادي، وكذلك أماكن تمركز القطاعات العسكرية لقوات قسد والجيش العراقي والقواعد التي يتواجد فيها الجيش الأمريكي على الرغم من أنّ الوصول إليها صعب ".
حرب العصابات
يشير الباحث مجاهد الصميدعي إلى أنّه من الصعب جداً القضاء على حرب العصابات، خصوصاً أنّ التنظيمات الإرهابية امتهنت هذه الحرب، وأصبح لديها خبرةٌ كبيرةٌ في إدارة حرب العصابات، وفي نفس الوقت طبيعة الأرض والجغرافيا تساعد هذا التنظيم في التخفي واخفاء الآليات العسكرية وعدده الحربية".
في حين يستدرك قائلاً: "التكتيكات الاستخباراتية لها دورٌ كبيرٌ في الحدّ من هذه الهجمات، فتعاون المجتمع والأمن المجتمعي كفيل بإيقاف أي حرب عصاباتٍ، نقل المعلومات إلى الجهات الأمنية وتعاون المجتمع يساعد كثيرا في إضعاف حرب العصابات وإضعاف إمكانيات التنظيم في إدارة حرب كهذه".
أما العامل الآخر -وفق الصميدعي- فهو "تمويل الجماعات الإرهابية، حيث أنّ تجفيف منابع التمويل يساعد كثيرا في انحسار إمكانياته والتنظيم يحتاج آليات ومعدات كثيرة وأسلحة وتمويلاً لإدارة عمليات إخفاء هذه المعدات وإيقاف التمويل كفيلٌ جداً بإضعاف التنظيم وإمكانياته في إدارة عمليات التفخيخ والتعرض المباغت للقوات الأمنية".
رفع معنويات بطلب البغدادي
وذكَّر كذلك بأنّ زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، طلب قبل مقتله بأسابيع، من خلال تسجيلٍ صوتيٍ، "الهجوم على السجون وتحرير المقاتلين الموجودين في سجون سوريا الديمقراطية وهم أعداد كبيرة".
ويشدّد الصميدعي على أنّ هذا الطلب جاء لأهمية ما "سيشكله هذا الأمر من رفع معنويات للتنظيم، وسيساعد التنظيم في تعويض النقص الحاد في المقاتلين، وذلك بسبب إما قتلهم أو هربهم أو اعتقالهم".
ويتابع بأن "تركيز التنظيم على السجون كبير جداً ومحتمل جداً، خصوصاً بعد الاحتلال التركي للشمال السوري وانشغال قوات سوريا الديمقراطية في محاولة صد الهجوم، مما يعطي للتنظيم فرصة كبيرة للحصول على جرعة إنعاش بعودة بعض مقاتليه إليه".
ويرى الصميدعي أنّ التنظيم لم ينتهِ أصلاً حتى يعود، وهو موجود على الأرض، ولكن بطريقة تختلف عن السابق، حين كان يملك الأرض، أما الآن فقدها، وأصبح متواجداً في الصحاري والوديان التي كان فيها قبل احتلال الموصل وشمال العراق وإعلان دولته المزعومة".
وينظر إلى "الزعيم القادم لداعش"، على أنه هو من "سيحدد مستقبل التنظيم، إن كان سيستمر أو سينتهي، وكل ذلك سيكون بالاعتماد على شخصية الزعيم الذي سيتم تعيينه لقيادة هذا التنظيم الإرهابي".