“غياب الثقة” بوزارة الصحة السورية يمنع الآلاف من التسجيل على لقاح كورونا
دمشق – نورث برس
رفض 83% من أصل أكثر من 17 ألف شخص شارك في استطلاع رأي أجرته صفحة “سماعة حكيم” (صفحة طبية على فيسبوك يديرها أطباء سوريون)، التسجيل على لقاح فيروس كورونا، “لغياب الثقة” بوزارة الصحة التابعة للحكومة السورية.
وبداية هذا الشهر، أجرت الصفحة استطلاع رأي حول نسبة التسجيل على اللقاح، وحظي الاستطلاع بأكثر من ألف تعليق معظمهم بين متخوف من تلقي اللقاح وبين منتظر دوره، وبين من يشكك في فاعليته من أساسه.
وأعادت تعليقات الكثير من المشاركين بالاستطلاع عدم ثقتها بوزارة الصحة وباللقاح أيضاً بغض النظر عن منشأه ومصدره، إلى انعدام شفافية الوزارة في التعامل مع جائحة كورونا.
واشتكى مستخدمون آخرون ضمن تعليقاتهم، من عدم اهتمام الوزارة بتقديم توضيحات حول أعراض لقاح “أسترازينيكا” ما جعلهم في حالة تخوف مما يسمعونه عن أعراض قد تصيب البالغين بعد تلقيه.
وفي منتصف أيار/مايو الماضي، قالت رزان طرابيشي، مديرة الرعاية الصحية الأولية، إن عدد المسجلين لتلقي لقاحٍ ضد كورونا، على المنصة الإلكترونية، بلغ أكثر من 70 ألف شخص من مختلف المحافظات، 27 ألفاً منهم من دمشق.
وخصصت وزارة الصحة في حكومة دمشق، 71 مشفى، و96 مستوصفاً، و416 فريق جوال، لإعطاء اللقاح للراغبين في مناطق سيطرتها.
وقال أحد المشاركين في الاستطلاع في تعليق له على الصفحة “ما في معلومات كافية تُقدم بخصوص اللقاح إذا في تأثيرات مع الوقت.”
بينما علقت أمل يوسف: “سجلت ووصلتني الرسالة من أكثر من شهر وخفت روح أتلقح بسبب عدم ثقتي أولا باللقاح البريطاني يلي كان عم ينعطى. وثانياً تخوفي من اللقاح بشكل عام أياً كان مصدره لأن لما انصبت بكورونا عانيت كتير”.
وخصصت وزارة الصحة لقاحي “سبوتنيك” الروسي، و”سينوفارم” الصيني، للكوادر الطبية، بينما تُطعم كبار السن والراغبين بتلقي اللقاح بـ”أسترازينيكا”، بحسب ما قاله عضو في الفريق المعني بالتصدي لكورونا لنورث برس.
وأضاف العضو، الذي فضل عدم نشر اسمه، أنَّ تخوف السكان مبرر، “لكن لا بد من أخذ اللقاح كي نصل لمرحلة المناعة، خصوصاً وأن سوريا مقبلة على ذروة جديدة من الفيروس”.
والأربعاء الماضي، أعلن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة في الحكومة السورية، عن تسجيل ثلاث وفيات و29 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ونهاية الشهر الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية، إن نسخة “دلتا” من فيروس “سارس كوف 2” المسبب لمرض “كوفيد 19″، هي تحذير للعالم من أجل التحرك لقمع الوباء بسرعة قبل أن يتحول مرة أخرى إلى شيء أسوأ.
وظهر المتغير دلتا لأول مرة في الهند، وقال مايكل رايان مدير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية حينها في مؤتمر صحفي، بحسب وكالة “فرانس برس”: “دلتا هي تحذير من أن الفيروس يتطور، ولكنه أيضا دعوة للعمل، نحتاج إلى التحرك الآن قبل ظهور متغيرات أكثر خطورة”.
وعلقت ديانا مندو بالقول: “سجلت من شهرين ولم يأتينِ جواب وحاولت التسجيل مرة أخرى، لكن لا يمكن التسجيل مرتين”، وما زالت تنتظر دورها.
واعترض عدد من المعلقين على رسم منح شهادة اللقاح الذي أقرته وزارة الصحة وقالت، شيراز شحدود: “ما عندي استعداد ادفع ٢٠ ألف للحكومة مشان ورقة أخذ اللقاح وبالأساس مارح تفيدني”.
وفي التاسع من الشهر الجاري، أصدر حسين عرنوس رئيس الحكومة السورية، قراراً نص على تحديد بدل خدمة منح وثيقة شهادة معتمدة لإثبات تلقي الجرعات اللازمة من لقاح كورونا بمبلغ مالي وقدره 20,000 ليرة سورية.
واستهجن عضو الفريق المعني بالتصدي لكورونا فرض رسوم على منح وثيقة اللقاح أو خدمة شهادة تلقي اللقاح من قبل حكومة دمشق.
وقال: “كل دول العالم تعطي الشهادة دون مقابل مادي”.