قلة فرص العمل والبطالة تدفع أشخاصاً في إدلب للاعتماد على صيد الأسماك

إدلب- نورث برس

يجلس مصطفى الحمدو (35 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح في مدينة دركوش شمال غرب إدلب، قرابة ثماني ساعات يومياً على ضفاف نهر العاصي، علّه يحصل على صيد يؤمن من خلاله مبلغاً يشتري به احتياجات عائلته، بعد عجزه عن إيجاد فرصة عمل تحقق له دخلاً جيداً.

يقول الشاب إنه وجد في مهنة صيد الأسماك حلاً بديلاً، يحقق له أرباحاً جيدة في ظل قلة فرص العمل، بالإضافة لحبه وشغفه لهذه المهنة التي أضحت هوايته من جهة ومصدر رزقه الوحيد من جهة أخرى.

ويلجأ أشخاص لم يحالفهم الحظ في تأمين عمل لصيد الأسماك في نهر العاصي والمجمعات المائية المحيطة به.

ووصلت نسبة البطالة في شمال غرب سوريا إلى 98% ، بحسب إحصائية لفريق “منسقو استجابة سوريا”.

و تدرّ المهنة أرباحاً “متوسطة” على بعضهم، في حين يحصل صيادون يمتلكون معدات صيد متطورة على أرباح أكثر، بحسب الصيادين.

ويعتمد “الحمدو” على قصبة صيد في عمله، حيث يتراوح مردوده اليومي بين 25 و60 ليرة تركية يومياً، بحسب كمية الصيد وأنواع الأسماك التي يصطادها.

غير أنه يسعى لتطوير عمله من خلال شراء عدة صيد كاملة من قارب وشباك وسنارات حديثة، تمكنه من زيادة غلته.

وقال محمد الحصرم (28 عاماً)، وهو اسم مستعار لصياد من مدينة دركوش، إن “الصيد في السابق كان مجرد هواية يمارسها الناس للمتعة، لكنه غدا مؤخراً مهنة لتحصيل الرزق”.

 وأشار إلى ازدياد عدد الصيادين، “حيث ترى الآن عشرات الصيادين على طول النهر لا يملكون أي عمل آخر”.

ومنذ ثمانية أعوام،  يعمل طارق الزيادي (45 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح من ريف حماة، في مهنة صيد الأسماك معتمداً على ما يجود به النهر، ليحصل على دخلٍ يقول إنه “يغنيه عن الأعمال المرهقة، ويستطيع من خلاله الإنفاق على عائلته المؤلفة من ستة أشخاص”.

ويتجول “الزيادي” بقاربه يومياً في نهر العاصي ناصباً الفخاخ والشباك المختلفة (البالوع، والشبك، والقصبة”، يضعها بحسب خبرته في أماكن تجمع الأسماك، ليحصل في نهاية اليوم على قرابة خمسة كيلوغرامات من الأسماك وسطياً، يقوم ببيعها بأسعار يصفها بالجيدة.

وتُعد مناطق سهل الغاب وجسر الشغور ومدينة دركوش من أكثر المناطق التي يلجأ إليها الصيادون، نتيجة وفرة الأسماك والمسطحات المائية المتواجدة في هذه المناطق.

ويقول الصيادون إن كميات الأسماك وأنواعها تتفاوت بحسب ظروف الطقس وارتفاع منسوب المياه وانخفاضها في النهر.

ويشيرون إلى أنهم يستخرجون أنواعاً عديدة من الأسماك أبرزها البني والكرب والسلور والإنكليس وغيرها.

وتشهد أسواق إدلب تحسناً في أسعار الأسماك النهرية خلال العامين الماضيين، بعد أن كانت تعتمد على الأسماك التي تربى في الأحواض، والتي لم تكن تلق إقبالاً.

وبحسب رامي الشيخ، وهو تاجر أسماك في إدلب، فإن “سعر الكيلوغرام الواحد من سمك ” الكرب” يبلغ قرابة 120 ليرة تركية، (ما يقارب 45,300 ليرة سورية)، في حين يبلغ سعر سمك السلور 30 ليرة تركية، ويتراوح سعر كيلوغرام السمك البني بين 40 و 70 ليرة تركية”.

ويقول الصيادون إن غلاء الطعوم وأدوات الصيد وعدم توفرها في الأسواق في معظم الأحيان، هي من أبرز الصعوبات والمشكلات التي تواجههم.

فيما يلجأ بعض الأشخاص “لطرق صيد “غير شرعية”، مثل الصيد بالمتفجرات والصاعقات الكهربائية، ما يؤدي إلى هروب الأسماك ونفوقها”. بحسب صيادين.

 ويشير الصياد “الحصرم” إلى أن معظم هؤلاء الأشخاص “ينتمون إلى فصائل عسكرية ومحسوبين عليها ولا تتم محاسبتهم”.

إعداد: سمير عوض- تحرير: حسن عبد الله