في حين رآه البعض طبيعياً وصحيحاً.. قرار إغلاق المحلات يثير سخرية لدى السوريين
دمشق ـ نورث برس
قرار جديد تتخذه السلطات السورية أصبح مثار انتقادات واسعة، وقوبل برفض شعبي وسخرية عكستها تعليقاتٌ وتدويناتٌ على مواقع التواصل الاجتماعي.
القرار الذي أصدرته محافظة دمشق، يحدد مواعيد افتتاح وإغلاق المحلات والأسواق التجارية، دون أن يرد فيه ذكر لمسوغات مثل ذلك القرار الذي لم يجد من يدافع عنه، مقابل انتقادات واسعة.
وحسب القرار فإن على الأسواق التجارية (مثل سوق الحميدية العريق في دمشق)، أن تغلق في الثامنة مساء، بينما تبقى “المولات” وكافة الفعاليات الموجودة ضمنها حتى الواحدة ليلاً، وهو ما رأى فيه كثيرون انحيازاً لصالح أصحاب تلك المولات ذات الأسعار المرتفعة.
كما أن كثيرين تساءلوا عن مسوغات القرار، وما الذي يدفع المحافظة لاتخاذه، وبدا من التعليقات التي سجلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن ظلالاً من الشك تخيم على القرار.
وبنوع من انعدام الثقة بقرارات الجهات العامة، بدأ البعض يتوقعون الدوافع الحقيقية التي تقف خلف قرار المحافظة.
وكتب أحدهم: “ينحاز القرار لصالح أصحاب المولات، ضد أصحاب المحلات في الأسواق التجارية”.
وأشار آخر إلى أن المحافظة ستحقق عوائد مجزية من المخالفات التي ستفرضها على المحلات التي ستخالف، وهذا متوقع على نحو كبير.
كذلك يحقق القرار وفراً في الطاقة الكهربائية، بدفع أصحاب المحلات إلى الإغلاق.
رأي مؤيد
في حين وصف أحد التجار في غرفة تجارة دمشق، فضل عدم ذكر اسمه، هذا القرار بـ”الصائب جداً”.
وقال لنورث برس إنه مع تنظيم هذا الأمر، وأن هذا ما يحصل في كل دول العالم حيث يتم تحدد مواعيد إغلاق الأسواق في الساعة السادسة، لتخفيف الضغط عن المدينة والطرقات وتخفيف الضغط عن التيار الكهربائي والموظفين أيضاً.
وأضاف التاجر أنه بالنسبة لموضوع فتح المحلات يجب أن يكون اختيارياً، ويتصف بالمرونة على عكس الإغلاق، لأن هنالك بعض المصالح، كالخياط مثلاً قد يكون عنده طلبية يجب تنفيذها، وهذا يجب أن يكون لديه الخيار للوقت الأنسب لفتح محله، والبدء بالعمل.
وأشار إلى أن تطبيق القرار يجب أن لا يتضمن التدخل في صاحب المحل إذا كان يتابع أعماله وبابه مغلق وهو في الداخل، ويقوم بأعمال ضرورية كتصنيف البضائع.
لكنه لا يرى أي مشكلة من منع البيع بعد الساعة الثامنة لأن هذا يريح الأسواق والجميع.
غير أن التاجر أشار لوجود حالة من الاستياء من قرار الإغلاق “لا مبرر لها”، لأن الزبون الذي سينزل للسوق لن يختلف معه الأمر كثيراً بين الساعة السابعة والنصف أو الثامنة.
ورأى أن الأسواق تتوازن بعد فترة، ويتلاءم السكان مع الوضع الجديد، وأنه لا يوجد أي مشكلة طالما أن أصحاب المهنة الواحدة يغلقون محلاتهم معاً، كما باقي المحلات.
سخرية
ومن حملات السخرية من القرار أيضاً، انتشرت صور “سندريلا” على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أن المحافظة قررت إغلاق صالات الأفراح الساعة الثانية عشرة ليلاً، حسب قرارها الجديد.
وحول ذلك علق البعض أن على العروس أن تتذكر في الثانية عشرة إلا ربعاً أن عليها مغادرة الصالة بعد ربع ساعة، وهو ما يستدعي إلى الذاكرة قصة “سندريلا”.
كما رأى البعض في القرار أنه يعامل السوريين (سكان دمشق)، وكأنهم تلاميذ في مدرسة داخلية، أو مساجين، ليحدد لهم موعد الاستيقاظ، والنوم.
ووصف أحد رجال الأعمال في طرطوس فضل عدم ذكر اسمه، القرار بأنه “خطأ تقدير” في مرحلة حساسة، وبأنه يأتي في إطار “الترهل الإداري وقلة الخبرة والتقدير التي تمتاز بها معظم الكوادر الحكومية”.
أما الكاتب السوري رامي كوسا، فتساءل ساخراً: “ما مشكلتكم مع تحديد سقف زمني لشغل المحلات؟”.
وأضاف: “كل السجون لها نظام يقضي بنوم المساجين في ساعة محددة”.
في حين طالب البعض بأن يترافق القرار بمهلة لا تقل عن شهر، ليتمكن من الحجز لعرسه مثلاً في صالة أفراح من إنهاء التزاماته، طالما أن الموعد المحدد للسهرة يجب أن لا يتجاوز الساعة الثانية عشر ليلاً.