تربية الطيور في إدلب.. هواية وتجارة وقوت لعائلات

إدلب – نورث برس

حول أسعد الحسناوي (34 عاماً) وهو من سكان مدينة معرة مصرين، شمال إدلب، شمال غربي سوريا، غرفةً جانبيةً من منزله إلى مأوى لطيور الزينة بأنواعها، إذ اتخذ من تربيتها مهنة له ليعتاش منها.

وفي البداية بدأ “الحسناوي” بتربية زوجين من عصافير الكناري، لكنه فيما بعد اشترى أنواعاً أخرى بهدف التجارة.

ويقول الشاب الثلاثيني إنه وجد في تربية الطيور متعة وفائدة من خلال الاستمتاع بجمالها وبيع فراخها لتأمين مصروف عائلته.

المربُّون والهواة، على حدٍ سواء، يُقبلون على اقتناء هذه الطيور، باختلاف أنواعها وأشكالها وأحجامها، وتُعتبر تربيتها والتجارة بها، من المهن التي يعتمد عليها البعض كمصدر رزق.

ويشير “الحسناوي” إلى أن طيور الزينة تحتاج إلى عناية ورعاية خاصة للحفاظ عليها، لذا يهتم بتنظيف القفص بشكل يومي  حتى لا تصيبها أمراض، مع تأمين الطعام لها ووضعها في غرفة معتمة ليلاً لتحصل على النوم الكافي.

وكل يوم جمعة يجتمع تجارٌ هواة وتجارُ الطيور في سوق بمعرة مصرين لعرض ما لديهم من أنواع الطيور وبيعها وشرائها.

كما قام مهتمون بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، يصل فيها أعداد المشاركين إلى الآلاف، لتبادل الخبرات والمشكلات التي تواجه مربي الطيور وتقديم الحلول والنصائح، وفق قول أحدهم.

 أسعار مرتفعة

وأسبوعياً يتردد محمد الصالح (32عاماً)، وهو تاجر طيور الحمام من بلدة حربنوش، على سوق الطيور بإدلب، إذ يقوم ببيع وشراء الحمام، ويجني من ذلك “دخلاً جيداً”، وفق ما ذكره لنورث برس.

ويشير إلى أن هناك عدة معايير تحدد جودة الطائر، منها وقفته وعيونه ولون ريشه وطوله.

وتختلف الغاية من اقتناء الحمام، كما باقي الطيور، من شخص لآخر، فالبعض يربيها لبيعها والتجارة بها، فيما يقتنيها البعض للزينة والمتعة وتقضية أوقات معها، فيما يمارس غيرهم هواية “كش الحمام”.

ويملك وليد الحمشو (31عاماً) وهو صاحب متجر للطيور في مدينة إدلب أنواعاً عديدة من الطيور، منها الحسون والكناري والعاشق والمعشوق والراماج وغيرها.

ويختلف سعر كل طائر عن الآخر، حسب اللون والعمر والنوع، حيث يبلغ سعر طيور العواشق 60 ليرة تركية، فيما يتجاوز الكناري مبلغ 100 ليرة تركية، أما الحسون فيبلغ سعره أكثر من 300 ليرة تركية.

وهناك بعض الأنواع الهجينة تباع بالدولار الأميركي وتكون أسعارها “مرتفعة”، بحسب “الحمشو”.

ويشير إلى أن هناك إقبالاً لا بأس به على الشراء، وإلى جانب بيعها يستفيد أيضاً من بيع الأقفاص وطعام الطيور والأدوية وغيرها من التجهيزات اللازمة لتربيتها.

وبحسب مربين وتجار فإن تربية الطيور لا تحتاج إلى رأس مال كبير، وإنما تحتاج للمتابعة المستمرة والمعرفة بالأنواع والأمراض وطرق التهجين.

صعوبات

ويذكر “الحمشو” أن الطيور تتأثر بعوامل الجو وقد تصاب بأمراض، الأمر الذي يؤدي إلى نفوقها وخسارتنا.

كما أن ارتفاع أسعار الأعلاف وتأثر حركة البيع بالضائقة الاقتصادية التي يعيشها معظم السكان، إلى جانب إغلاق المعابر مع مناطق سيطرة حكومة دمشق وتوقف التصدير، من المشاكل التي تواجه مربي الطيور.

إذ إن قسماً كبيراً من طيور الزينة كانت تصدّر إلى مناطق الحكومة ومنها إلى لبنان ودول الخليج، بحسب مربين.

ويربط بين إدلب ومناطق سيطرة القوات الحكومية معبر العيس جنوب حلب ومعبر قلعة المضيق غربي حماة ومعبر أبو الزندين شمال حلب، وأغلقت جميعها بعد الحملات العسكرية الحكومية وروسيا وإيران على جنوب وشرق إدلب منتصف العام 2019 ومطلع العام الفائت.

وبعد الانتهاء من عمله في البناء، يعتني طلال الحمدان (29عاماً)، وهو نازح من مدينة سراقب جنوب شرق إدلب ويسكن في مخيم أطمة، بطيور الكناري التي اصطحبها معه في رحلة النزوح.

ويقوم بتنظيف الأقفاص ووضع الماء والطعام للطيور، ويعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي أو محلات البيع المنتشرة في المدينة لتلقي الاستشارات البيطرية.

ويقول النازح إنه لا ينوي التجارة بها “أقتنيها فقط لقضاء بعض الوقت معها”.

إعداد: حلا الشيخ أحمد – تحرير: سوزدار محمد