آلية الحكومة السورية لتوزيع الخبز ترفع مخصصات الفرد “قطعة” زيادة

دمشق ـ نورث برس

بدأت الأحد الماضي، الآلية الجديدة لتطبيق توزيع الخبز في كل من (طرطوس اللاذقية حماة)، وذلك بعد أن تم استكمال الإجراءات المتعلقة بتحديد وتثبيت مخصصات المواطنين من الخبز لدى المعتمدين ومنافذ البيع كما ذكرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على صفحتها.

وأقرت الوزارة الآلية الجديدة، بعدما تابعت ردود الأفعال العامة والقلق الذي تحدث عنه البعض خلال الاجتماعات الرسمية كما ذكرت.

وفي تفاصيل الآلية الجديدة والتعديلات التي أجرتها الوزارة بعدما  يتبين أن الوزارة  قررت العودة إلى توزيع الخبز بشكل يومي، وليس كل ثلاثة أيام ثم يومين كما في التعديل الأخير.

كما أنها أضافت شرائح جديدة لعدد أفراد الأسر بحيث أصبح هنالك زيادة في عدد الشرائح من 8 شرائح قبل التعديل إلى 10 شرائح بعده.

ولكن ظلت حصة الفرد اليومية من الخبز قريبة من بعضها، حيث ارتفع الوسطي من 2.3 رغيف في اليوم إلى 2.5 رغيف وسطياً، وهو ما يقابل في سوريا “قطعة خبز زيادة”.

الحصة الأكبر في شرائح الخبز هي من نصيب الأسرة المؤلفة من شخص حيث تحصل وفق الآلية الجديدة على ربطة خبز كل يومين أي 3 أرغفة ونصف يومياً.

أما الأسرة المؤلفة من 5 أشخاص وهي وسطي عدد أفراد الأسرة السورية، فتحصل على 52 ربطة شهرياً بسقف 2 ربطة يومياً، أي أن حصة الفرد 2.4 رغيف أي رغيفين وأقل من نصف يومياً.

في حين تحصل الأسرة المؤلفة من 3 أفراد على 30 ربطة شهرياً وبسقف 2 ربطة يومياً، أي 2.3 رغيف يومياً.

والأسرة المؤلفة من 9-10-11 فرد، فتحصل على 104 ربطات شهرياً بسقف 4 ربطات يومية أي حصة الفرد 2.2 رغيف خبز يومياً.

ومن الشرائح الجديدة هي الأسرة المؤلفة من 12 إلى 13  فرداً أيضاً، فتحصل على 130 ربطة في الشهر.

وفي الحدود الدنيا يتبين أن: “130 ربطة  شهرياً تعني أن حصة الفرد في الشهر 10.8 ربطات في اليوم، وإذا كان في كل ربطة 7 أرغفة يعني أن حصة الفرد في الشهر 75.8 رغيفاً، أي 2.5 رغيف في اليوم، أي رغيفين ونصف الرغيف في اليوم، بينما كانت في السابق 2.3 رغيف.

والأسرة المؤلفة من 14 شخصاً تحصل على 156 ربطة شهرياً بسقف 6 ربطات يومياً.

ردود غاضبة

وأعرب معظم السكان عن استيائهم من الحالة التي وصل إليها الحصول على رغيف الخبز.

وقال عادل علي (45 عاماً) وهو محامٍ في الساحل السوري تم التواصل معه عبر الهاتف، إن “الساحل ساحة للتجريب، وكل المشاريع التي تحتاج لتجريب تطبقها الحكومة على سكانه، فإذا نجحت تعممها، وإذا لم تنجح لا مشكلة مما يتعرض له سكان الساحل.”

بينما قال آخر، إن معرفة المخصصات من الخبز أصبحت تتطلب مختصاً في الرياضيات ليعرف فيما إذا كان سيحصل على “قطعة خبز زيادة”، ويجب أن يكون ملماً بالتعامل مع الإنترنيت ليعرف مخصصات شريحته المصنف ضمنها!.

وتساءلت ندى حمادة، إحدى سكان الساحل السوري، عن مصطلح “توطين” للحصول على المخصصات من الخبز، وفيما إذا كان المصطلح يعني “إجبار السكان على البقاء في البلد لنيل المخصصات من الأرغفة”.

ووصفت الأمر بـ”الاختراع المتفرد”، وهنالك من قال على صفحته “ما بتستحوا تقولوا توطين الخبز بأيام المجاعة بإفريقيا ما صار هيك؟”.

في حين قال محمد جابر (40 عاماً) وهو عامل من طرطوس تم التواصل معه عبر تطبيق الواتس آب، إن “هذه الحركة رفعت سعر ربطة الخبز الحر إلى ألفي ليرة، وهذا أكبر مكسب لهم”.

وأضاف: “خاصة أن العائلة المؤلفة من 5 أشخاص، إذا استهلكت ربطتي خبز في اليوم ستنتهي مخصصاتها في 26 يوماً، وستبقى 5 أيام من الشهر بلا مخصصات وعليها تدبر أمرها في تأمين حاجتها من الخبز”.

وقرأ البعض الآخر القرار بأنه يندرج ضمن خطة ضبط الازدحام على الأفران لتخفيض كميات الخبز المباعة.

قرارات إضافية

أضافت وزارة التجارة الداخلية على صفحتها، أن التجربة التالية سيتم تطبيقها في كل من محافظتي دمشق وريفها بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وذكرت أنه تم زيادة مخصصات المحافظات من مادة الدقيق وفقاً للحاجة التموينية لكل محافظة.

وسبق لأصحاب الأفران أن طالبوا في مرات كثيرة بزيادة مخصصاتهم من الطحين لتجنب تعويض النقص بـ”الغش” في وزن الربطة التي تقل عن 500 غرام في إنتاج الكثير من الأفران، بينما يجب أن لا تقل حسب آخر تعديل لوزنها عن 1100 غرام للربطة.

وتوعدت الوزارة من يخل أو يتلاعب بجودة الرغيف أو يتاجر بمادة الطحين أو يبيع الخبز كخبز علفي بأقصى العقوبات.

والقصة أن كل هذه الإجراءات لم تترافق بتحسين نوعية الخبز، وما زال الهدر بسبب رداءة النوعية كبير للغاية، بحسب سكان.

إعداد: ريتا علي ـ تحرير: محمد القاضي