سنوات وسكان بريف الحسكة الجنوبي يشترون المياه بأسعار مرتفعة

الشدادي – نورث برس

يضطر محمد العواد (45 عاماً)، وهو من سكان مدينة الشدادي، 60 كم جنوب الحسكة، شمال شرقي سوريا، منذ سنوات لشراء مياه الشرب من الصهاريج والتي باتت أسعارها  في الآونة الأخيرة “مرتفعة” وتفوق قدرته الشرائية.

ومنذ العام 2016، يعتمد سكان في الشدادي وأريافها على شراء مياه الشرب بسبب عدم تأهيل شبكة خطوط المياه المتضررة وتأخر تنفيذ مشروع استجرار مياه نهر الفرات.

ويحدث ذلك، في ظل التدهور الوضع المعيشي للسكان وتراجع مستويات الدخل وارتفاع أسعار كافة المواد الغذائية والاستهلاكية.

وقبل اندلاع الحرب السورية بعامين، تم إنجاز شبكة مياه في المدينة عن طريق إيصال خطوط استجرار مياه نهر الفرات من ريف دير الزور إلى محطة مياه الشدادي ومحطة مياه منطقة الـ 47 بريف المدينة.

 ولكن تلك الخطوط تعرضت للدمار وخرجت عن الخدمة وطالتها سرقات أثناء المعارك التي دارت بين الأطراف العسكرية التي تناوبت السيطرة على المدينة، لا سيما فصائل المعارضة المسلحة 2013 وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) 2014.

وبداية العام الجاري، بدأت الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة بتنفيذ مشروع استجرار مياه نهر الفرات من محطة مدينة الصور بريف دير الزور الشرقي إلى مدينة الحسكة وريفها الجنوبي.

وشمل المشروع استجرار المياه إلى محطة مياه الشدادي ومن ثم إلى محطة مياه منطقة الـ47 بريف الحسكة وصولاً إلى محطة مياه العزيزية في الحسكة.

تأخر تنفيذ

وأواخر أيار/مايو الماضي، قال الرئيس المشارك لهيئة الإدارة المحلية والبيئة في إقليم الجزيرة، سليمان عرب، لنورث برس، إنهم وصلوا للمراحل الأخيرة من المشروع.

وكان من المقرر أن يتم الانتهاء من تنفيذ المشروع خلال ثلاثة أشهر أي نهاية آذار/ مارس الفائت، “لكن الأعطال والصعوبات التي واجهتنا أجبرتنا على تمديد الفترة”، على حد قول “عرب”.

وأضاف حينها: “قمنا بدراسات بصدد تخصيص ميزانية من أجل إعادة تأهيل تصفية مياه الشدادي لكي يستفيد السكان في المدينة وريفها من المشروع.”

وبعد الانتهاء من مشروع استجرار مياه نهر الفرات، سيتم العمل على إعادة تأهيل خطوط وشبكة المياه المدمرة في الشدادي بحسب حسام الطعان، الرئيس المشارك لبلدية الشدادي.

وتضم الشدادي محطة مياه بطاقة إنتاجية تبلغ 30 متراً مكعباً في الساعة، لكنها لا تكفي لسد حاجة السكان من المياه، بحسب “الطعان”.

لكن يبدو أن كلام “عرب” و”الطعان”، لا يولّد صدى إيجابياً لدى سكان الشدادي الذين عبروا عن استيائهم جراء تأخر تنفيذ المشروع، وخاصة مع عدم تحديد موعد محدد لانتهاء المشروع.

وتتفاقم معاناه السكان مع بداية صيف كل عام حيث تزيد الحاجة لاستهلاك كميات أكثر من المياه، بالإضافة إلى إيقاف تركيا وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، تشغيل محطة مياه علوك بريف سري كانيه (رأس العين).

وتقوم صهاريج بنقل المياه من آبار ومحطة مياه العزيزية في الحسكة إلى الشدادي.

وقال “العواد” إن ارتفاع درجات الحرارة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي يفاقم معاناتهم، في ظل عدم صلاحية مياه الآبار الجوفية في المنطقة للشرب.

صهاريج لا تكفي

وأوقفت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، تشغيل محطة علوك، 15 مرة بعد غزوها لمنطقة سري كانية في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

وتشهد الشدادي كما معظم المدن في شمال شرق سوريا، ازدياداً في ساعات الكهرباء النظامية جراء حبس تركيا لمياه نهر الفرات، حيث تواصل الأخيرة ومنذ أشهر إنقاص تدفق مياه نهر الفرات تجاه الأراضي السورية لنحو 200 متر مكعب في الثانية.

وفي ظل استمرار تركيا بحبس مياه نهر الفرات وزيادة ساعات تقنين الكهرباء، تقضي عائلات أيامها تحت وطأة حر الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

وتقوم صهاريج خاصة متعاقدة مع بلدية الشدادي ويبلغ عددها نحو 15 صهريجاً، بنقل المياه من الحسكة إلى الشدادي بسعر عشرة آلاف ليرة سورية لخمسة براميل، فيما توزع سبعة صهاريج تابعة للبلدية المياه بسعر ثلاثة آلاف ليرة للكمية نفسها.

لكن جميعها لا تسد حاجة السكان من المياه في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتوقف محطة علوك لعدة مرات.

ولكن “العواد” وسكان آخرون قالوا إن صهاريج البلدية لا تكون متوفرة في أغلب الأحيان ما يجبرهم لشرائها من الصهاريج الخاصة.

إعداد: باسم شويخ- تحرير: سوزدار محمد