السويداء- نورث برس
قالت باحثة سورية تتحدر من السويداء، جنوبي سوريا، إنها تمكنت من النجاح في رسالتها بعد صعوبات عانتها، وتطمح الآن للتحضير لمرحلة الدكتوراه.
وقبل يومين، نوقشت رسالة ماجستير في كلية الفنون الجميلة ضمن تخصص الرسم والتصوير الزيتي، والتي قدمتها الباحثة ديانا بدرية بعنوان “دور الرمز في الرسوم الفاطمية 950 – 1050”
ومنذ مطلع العام 2018، بدأت الباحثة بالرسالة، وكانت هنالك محاولات لتغيير عنوان البحث، لكنها رفضت تغييره مصرة على العنوان الأول.
ووصفت ديانا، في مقابلة أجرتها نورث برس معها، الصعوبات التي واجهتها بالكبيرة، وخاصة ما يتعلق بنقص المراجع، ولكنها تجاوزتها فيما بعد بفضل أساتذتها الدكتور علي السرميني والدكتور سهيل زكار والدكتور عبد العزيز علوني.
“بالإضافة إلى الدور الرئيس للدكتور المشرف محمد صالح البدوي، الذي كان له الفضل الأكبر في تقديمي الرسالة بشكلها النهائي.”

وقالت الباحثة إنها وضعت الرسالة “في إطار منهج علمي وأكاديمي دقيق، ومتعلق بالفن الفاطمي، ملتزمة بالمنهج كي ينتهي البحث بنتائج علمية.”
ومن جهة المحتوى، أشارت إلى أنها ركزت على تحليل الرموز في الفن الفاطمي، مُعتمدة على المنهج السيميائي في تفكيك بنيات الرسوم الفاطمية.
تقول ديانا إن الفن ثم الدراسة الأكاديمية في الفنون، كان بالنسبة لها “الخيار الصحيح والرغبة الشديدة منذ الطفولة.”
وأشارت إلى أن متابعة دراستها، وحصولها على درجة الماجستير، لم تكن ضمن برنامج أهدافها حين صارت في عام ٢٠٠٢، لكن دعم أساتذتها لها وتميزها، كانا سبباً لرغبتها في متابعة الدراسات العليا.
لكن مشروع دراسة الماجستير، الذي تعيد الفضل فيه لدعم لأساتذتها، توقف لسنوات طويلة، “وذلك لأسباب خاصة إلى جانب ظروف الحرب في البلاد.”
وترى ديانا أن الفن الفاطمي “يحمل إشارات عميقة وقابلة للتحليل، رغم أن هذا الفن لم يأخذ حظه من الاهتمام والدراسة، لما يحمل في طياته قيماً فنية وجمالية وروحية عميقة.”
وأشارت في حديثها لنورث برس إلى الرمز ودوره، كونه يمثل القيم الأخلاقية والسياسية والدينية والفلسفة اليونانية، وكيف أن الفن الفاطمي قد عبَّر عن تلك القيم ضمن قوالب فنية، وتشكيلات هندسية متينة وبديعة ومتماسكة ومعقدة.
وقالت إن الفن الفاطمي تفاعل مع الحضارات السابقة له كالحضارة السورية القديمة (البيزنطية) التي تمثلت في كنيسة دير العسل، وتجلى ذلك في أنشطة قطاف العنب وقافلة الجمال.
كما تأثر الفن الفاطمي بالنحت التدمري، إضافة إلى حضارات قديمة أخرى، لكنه اعتمد على الأشكال الهندسية كالمثلث والمربع، وكانت هندسة فيثاغورس واضحة المعالم في الأساليب الفنية الفاطمية، بحسب الباحثة.
وتأمل “بدرية” الآن في متابعة مرحلة الدكتوراه وإقامة المعارض، لأنها من خلال هذه الأمور يمكن أن تحقق حلمها.