سكان في حلب: الآلية الجديدة لتوزيع الخبز لم تحسن الكميات ولا الجودة

حلب- نورث برس

بعد انتظار دام لأكثر من ثلاث ساعات على طابور فرن المنشية وسط مدينة حلب، شمالي سوريا، تمكن أحمد الطواشي (51 عاماً) الحصول على مخصصات عائلته من مادة الخبز وهي ثلاث ربطات تضم كل منها سبع  أرغفة.

لكن “الطواشي”، الذي يعمل في إحدى ورش الحدادة في حي المشارقة، قال إن تلك المخصصات لا تكفي لعائلته المكونة من ثمانية أفراد.

وتستمر الحكومة السورية بتعديل مخصصات السكان من الخبز، في ظل نقص القمح المنتج محلياً وارتفاع تكاليف الاستيراد.

ومنذ أشهر، تعاني غالبية مناطق سيطرة الحكومة، من انتشار طوابير السكان أمام الأفران للحصول على مادة الخبز المدعوم حكومياً، خصوصاً بعد تطبيق نظام البطاقة الذكية وتحديد مخصصات لكل عائلة بحسب عدد أفرادها.

والأحد الماضي، بدأ تطبيق الآلية الجديدة لتوزيع الخبز والتي كان زياد هزاع، مدير عام المؤسسة السورية للمخابز، قد أعلن عنها في وقت سابق من أيار/ مايو الماضي.

وكان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك طلال برازي من حماة قد علل في وقت سابق سبب اعتماد الآلية الجديدة إلى: “ورود عدد من الملاحظات على كميات الخبز الموزعة للشرائح.”

مخصصات غير كافية

وتحصل العائلة المكونة من أكثر من 14 فرداً على 156 ربطة شهرياً (ست ربطات يومياً كحد أقصى)، فيما تحصل العائلة المؤلفة من 12- 13 فرداً على 130 ربطة شهرياً (خمس ربطات يومياً كحد أقصى).

وتخصص الكميات على التوالي وصولاً إلى العائلة المكونة من فردين، والتي تحصل على 22 ربطة شهرياً (ربطة واحدة يومياً)، أما التي تتكون من شخص واحد فتحصل على ربطة واحدة كل يومين.

تحديد مخصصات العائلة من الخبز إلى أقل من الحاجة، سبب الكثير من الاستياء والقلق عند الأسر السورية، بسبب الاعتماد الأساسي على الخبز للشعور بالشبع مع ضعف القدرة لشراء اللحوم والفواكه، وبسبب عادات الطعام التي تعتمد كثيراً على الخبز.

وتحصل علا قباني (36 عاماً) وهي من سكان حي الشعار بحلب على ربطتين يومياً، “وهي كمية غير كافية، لأن الأطفال يستهلكون كميات كبيرة من الخبز بشكل يومي.”

جودة متدنية للمنتج

 وتشير “قباني” إلى أنها تستلم مخصصاتها من معتمد الحي عبر بطاقتها الذكية، تجنباً للوقوف لساعات في طوابير أمام الفرن.

لكنها تشتكي هي وآخرون من تقاضي المعتمد سعراً مخالفاً للتسعيرة الحكومية، 500 ليرة مقابل الربطة الواحدة، مع أن الأخيرة كانت قد خصصت للمعتمدين مبلغ  25 ليرة على الربطة الواحدة.

وبداية هذا الشهر، رفعت الحكومة سعر الربطة إلى 200 ليرة بالتزامن مع رفع سعر المازوت من 180 ليرة إلى 500 ليرة.

وكان “هزاع” قد ادعى أن “المرحلة اللاحقة لتطبيق آلية توزيع الخبز الجديدة، ستتجه إلى تحسين جودة إنتاج الرغيف”، وهو ما نفاه سكان من حلب وقالوا إن هناك هدراً كبيراً في الكميات القليلة أصلاً بسبب رداءتها.

ويجد حسين المحمد (34 عاماً)، وهو من سكان حي الفردوس، أنه مخصصاته (ربطتان يومياً) كافية، لكن المشكلة  تكمن في حال دعا أحداً إلى منزله أو استقبل ضيفاً.

ويضيف بسخرية: “هل أقول له أجلب خبزك معك؟”

ويضطر “المحمد” في هكذا حالات لشراء الخبز الحكومي من السوق السوداء بسعر ألف ليرة سورية للربطة، أو لشراء السياحي الذي يصل سعر الربطة منه إلى 2500 ليرة سورية.

إعداد: نجم الصالح- تحرير: سوزدار محمد