كيف قرأت قسد المرحلة القادمة في الاجتماع السنوي لمجالسها؟
الحسكة – نورث برس
ربطت قوات سوريا الديمقراطية الهزيمة النهائية على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بمدى دعم مشاريع الاستقرار وإعادة تأهيل البنية التحتية في المنطقة، عبر دعم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وجاء ذلك على لسان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، خلال كلمته في الاجتماع السنوي للمجالس العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية، والذي عقد قبل يومين في مدينة الحسكة.
وشدد بيان ختامي للاجتماع على ضرورة إزالة العوامل البيئية التي تغذي تنظيم “داعش” من أجل تحقيق نصر مستدام، وذلك من خلال الدعم السياسي والاقتصادي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وحضر الاجتماع قيادات ووفود جميع المجالس والقوات العسكرية ومؤسساتها المنضوية ضمن قوات سوريا الديمقراطية، وبمشاركة قيادة قوات التحالف الدولي لمكافحة “داعش”.
وقال الجنرال “عبدي” في كلمته الافتتاحية: “لتحقيق الهزيمة النهائية على داعش لا بد من دعم مشاريع الإدارة الذاتية.”
وتحاول الإدارة الذاتية الحصول على اعتراف سياسي دولي، بعد سنوات من مساع تركية لمنعها من الوصول لمؤتمرات ولقاءات دولية تخص الحرب والحل في سوريا.
كما طلب البيان الختامي بـ ”الدعم العسكري وتحصين الإدارة بالأدوات التي تمكنها من تعزيز الأمن والاستقرار وضمان مستقبل أفضل لأبناء المنطقة.”
ومن جانبه، شدد التحالف الدولي على أن التنظيم المتشدد ما يزال يشكل تهديداً وبإمكان عناصره التحرك.
وقال قائد قوات التحالف الدولي، الجنرال بول كالفرد، الذي حضر الاجتماع، إن تنظيم “داعش” هزم عسكرياً ولم يعد هناك وجود لخلافته، ولكن ما يزال عناصره ينشطون في المنطقة.
وتنشط خلايا التنظيم في ريف دير الزور وبالقرب من الحدود السورية – العراقية، حيث تشهد المنطقة عمليات شبه يومية.
وتستهدف العمليات عناصر من قسد، ووجهاء وشيوخ عشائر، وعاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية.
إلا أن قائد التحالف تجنب الحديث عن دعم صريح للإدارة الذاتية، وركز في كلمته على دعمهم لتحسين مراكز الإيواء التي تحوي الالاف من عناصر “داعش”.
بينما جاءت مطالبات “قسد” متزامنة مع تعديلات تجريها الإدارة الذاتية في هيكليتها الإدارية والتنظيمية، إذ تعمل على تعديل ميثاق العقد الاجتماعي الذي يعتبر بمثابة دستور ناظم لعملها.
وتهدف الإدارة الذاتية من هذه التعديلات إلى ترميم النواقص وسد فجوات النقص في عملها، وفقاً لتصريحات مسؤولين فيها.
وتسعى الإدارة الذاتية لإجراء انتخابات محلية قبل نهاية العام الجاري وعقب الانتهاء من تعديل العقد الاجتماعي، في محاولة تجديد طاقمها الإداري وسط انتقادات أدائها في الفترة الأخيرة، لا سيما في الجانب الخدمي.
مطالبة قسد الاعتراف بالإدارة ودعمها لم تكن موجهة للتحالف والولايات المتحدة فقط، بل طالب “عبدي” القوات الروسية العاملة في المنطقة بلعب دور أكبر في تأمين الاستقرار.
وأشار إلى جهوزيتهم لحل المشكلات مع حكومة دمشق عبر الحوار، معتبراً أن “التصريحات العدائية للنظام لا تصب في مصلحة أحد.”