القامشلي- نورث برس
على هامش معرض “هركول” للكتاب، كان هذا اللقاء مع القارئ الشغوف “شيرزاد يوسف داود”، الذي يجعلك ترى الكتاب كنموذج مصغَّر وصغير يعيد إنتاج خصوصية العالم، والإنسان، والحضارة. إنه مرآة ترشدنا في ارتباك الواقع الذي يعمل بدوره حدوده الواقعية.
قصة قارئ للكتب، بل يعيش مع الكتب، ولديه مكتبة قيِّمة من حيث الكمِّ والنَّوع، هي حصيلة أربعة عقود من العمر. وعلى رفوفها تلمع أنوار العقول وثمار القلوب، وحكاية رحلته مع الاقتناء، والشراء، والقراءة حتى هذه اللحظة.

بداية، يعتقد “داود” أن هذا المعرض تحول إيجابي في شمال شرقي سورية، وهو موضع تقدير واحترام. ولهذا يُثَمِّن جهود “الإدارة” في نشر وبلورة الوعي الثقافي لدى جميع المكونات والشرائح التي تعيش في هذا المكان. إنها مسألة إقامة روابط، وبناء أسس ثقافية – تنويرية.
ولكن، ما لفت نظره، هو أن هناك عناوين ذات أسعار عالية، ولا يحركها إلا المال.. وبالتالي، لا يمكن للقراء شراء ما يمكن شراؤه،
ففي ظل الظروف المعيشية الصعبة يتوقع “داود” أن القراء لا يستطيعون شراء كمية من الكتب، بل سيختارون ما يتناسب ويتوافق دخلهم المادي. والحال، كما يقول، إن حركة البيع والشراء ستكون محدودة وضعيفة. خاصة أن جُلَّ سكان المنطقة فقيرة إلى حدٍّ ما، وهذا ينعكس على أداء البيع والشراء.

وأيضاً، ملاحظته للحضور المقبول. وهذا المشهد يعكس الشعور بالراحة والأُنس، ولكنه، مرتبط، في الوقت نفسه برغبة خاصة تتجلى في قيام دور النشر بمبادرة أن محاولة تخفيض أسعار ومساعد القراء قدر المستطاع.
وأخيراً، يقترح “داود” شيئاً في سبيل نشر الكتاب والثقافة على نطاق أوسع: إقامة مكتبات عامة، ومقاهي ثقافية، وظهور مقاهي ثقافية، وعناية الحركة السياسية بالثقافة، ونشرها، وتطوير الجانب الثقافي والفكري. كل هذا من أجل إقبال الناس على القراءة. وفي هذه المظاهر نوع من التغذية الفكرية، وحركة جديدة للحياة.