“خيبة أمل أخرى”.. عنوان مواقف سوريين إزاء تكليف رئيس الوزراء بتشكيل الحكومة الجديدة

دمشق ـ نورث برس

أعرب سوريون عن خيبة أملهم، الأحد، من المرسوم الرئاسي الذي يقضي تكليف المهندس حسين عرنوس بتشكيل الحكومة الجديدة.

وسبب تلك الخيبة أن السوريين كانوا يتوقعون تغييراً في الحكومة، رغم القناعة التي باتت شبه معروفة لدى الجميع وهي أن رئيس مجلس الوزراء في سوريا ليس بيده أي قرار، بحسب بعضهم.

والأزمات التي تلاحقت تباعا في عهد حكومة عرنوس (في منصبه منذ حزيران عام 2020) كانت الأكثر قسوة في البلاد، والأكثر تأثيراً على الحياة المعيشية اليومية.

كما أنها أوصلت البلاد إلى واحدة من أسوأ الفترات في تاريخها الحديث على الأقل، بحسب مراقبين.

ورغم أن الحياة المعيشية تتردى بشكل مضطرد منذ سنوات، إلا أنها مؤخراً وصلت مستويات قياسية، إذ باتت الحكومة السورية عاجزة حتى عن تأمين 3 أرغفة للفرد الواحد يومياً.

وصار راتب الموظف بالكاد يكفي لسندويشتي فلافل يومياً، يضاف إلى ذلك تردي واقع الكهرباء، والمشتقات النفطية، التي أدت إلى ما يشبه الشلل في البلاد، فلا وقود للسيارات ولا للتدفئة، ولا لتشغيل المعامل إلا بالحدود الدنيا.

كل ذلك كان يدفع السوريين إلى الاعتقاد أن تغييراً ما، ولو شكلياً، سيطال الحكومة، بل إنهم ومنذ أداء القسم بدأوا يطرحون أسماء لتولي الحكومة، ويجرون الاستفتاءات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو يروجون لفلان دون فلان.

وجميع السوريين تقريباً متفقون على أن حسين عرنوس، سيستريح وهو الذي بدأ يتولى المناصب منذ تعيينه مديراً عاماً لشركة الطرق عام 1992، إلى أن تولى منصب محافظ دير الزور، ثم القنيطرة، ثم تولى وزارة الأشغال العامة منذ 2013، وحتى 2020 تاريخ تكليفه برئاسة الوزارة خلفاً لعماد خميس.

وكتب محمد أبو قاسم أمين عام حزب التضامن (حزب مرخص رسمياً) في صفحته الشخصية عبر فيسبوك: “طالما عرنوس تم إعادة تكليفه فهذا يعني استمرار دمار البلد.”

بينما أحمد سليمان وهو أستاذ رياضيات، سبق أن اعتقل بسبب كتاباته، فقد كتب ساخراً: “نظراً للنجاح الباهر منقطع النظير الذي حققته حكومة عرنوس فقد تم تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة.”

وفي السياق الساخر ذاته، نشرت صفحة “المزيرعة أحلى” صورة لعرنوس وكتبت فوقها تعليقاً يقول: “ارتياح كبير من المواطنين بإعادة تسمية المهندس عرنوس رئيسا للوزراء بسبب نجاحه المبهر في السنوات السابقة.. دام عزك يا أسد.”

وكتب آخرون: “الغباء هو أن تجرب المجرب.”

وتساءل أحد الصحفيين: “هل تواصل الكهرباء انقطاعها في الولاية الثانية لرئيس الوزراء القديم الجديد أم يواصل الظلام مسيرته في تعتيم حياتنا؟.”

وبقيت هناك أصوات من الإعلاميين المقربين من المسؤولين دائماً، والذين يرحبون بأي قرار يتخذ، ويروجون له.

ونشر أيمن قحف وهو صحفي، صورة تجمعه بعرنوس وكتب: “الله يكون معك صديقي دولة الرئيس.. وواجبنا نكون معك لأن البلد لا تحتمل ترف محاولات الإفشال والإحباط.”

كذلك نشر الصحفي طاهر عقيلي صورة له مع عرنوس، وكتب: “أقول وأنا على يقين أنك تستحق تجديد الثقة.”

إعداد: ريتا علي ـ تحرير: محمد القاضي