أطباء في القامشلي يدلون بشهاداتهم حول حروق غريبة مطالبين بتحقيق دولي في استخدام سلاح محرَّم
القامشلي – أفين شيخموس – NPA
أدلى أطباء وأعضاء في الكادر الطبي بمشافي في مدينة القامشلي، بشهاداتهم حول ضحايا عمليات القصف التركي على مناطق متفرقة من شمال وشرقي سوريا، ومن جرى استهدافهم بأسلحة غير تقليدية.
الأطباء أكدوا أنهم لأول مرة يشاهدون إصابات منتشرة في الجسم، بدون تواجد أي شظية وطالبوا بتحقيق دولي بخصوص استخدام أسلحة محرمة، كما أكدوا أن أغلب المصابين والضحايا كانوا مدنيين.
استعداد وتأهب
وقال إياد عبد الكريم مدير مشفى فرمان الخاص في القامشلي، في تصريح لـ"نورث برس"، إنهم كانوا على أهبة الاستعداد لاستقبال الحالات، وأضاف "بالفعل ومنذ اللحظات الأولى تلقينا حالات أغلبها كانت مدنية، أصيبت نتيجة الاستهداف التركي للمدن، وكانت إصاباتهم بشظايا الهاون والمدفعية".
وأكد على أن القناصة الأتراك في مدينة القامشلي كانوا يستهدفون المدنيين على الحدود، "ففي اليوم الثاني فقدت امرأة وطفل صغير كانا قريبين من الحدود لحياتهما، نتيجة استهدافهما عن طريق القناصة".
حروق غريبة
وأيضا تحدث عن حالات الحروق التي لم يروها في حياتهم، والتي أثارت شبهة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، على حد تعبيره.
وأردف: "الحالات التي أتحدث عنها في مشفانا، هي حروق غريبة جداً كانت لطفل صغير وشاب، ومقاتل عسكري. الحروق كانت منتشرة في الجسم من دون تواجد أي شظية وهذه كانت حالة غريبة على مستوى المنطقة، ولم نشاهد هكذا حروق مسبقاً".
وتابع بأنهم من هذا المنطلق رجحوا استخدام أسلحة محرمة دولياً، ربما الفوسفور أو الكلور أو النابالم، وقال: "لهذا تم إجراء الإسعافات الأولية لهؤلاء الجرحى وإرسالهم إلى كردستان العراق بسبب قلة الإمكانات عندنا، وأيضاً لأن هذه الجروح يجب أخذ عينات منها وإرسالها إلى الخارج لفحصها".
بتر أطراف
ومن جانبه قال نور الدين موسى فني تخدير في مشفى الرحمة في القامشلي، لـ"نورث برس"، إن حالات كثيرة جاءتهم في الأسبوعين الفائتين، وأكد أن منها أطفال اضطروا إلى بتر أطرافهم "كالطفلة سارة التي ظهرت على العديد من الوسائل الإعلامية، وأخوها محمد الذي استشهد على الفور".
بلا شظايا
وبدوره تحدث موسى عن حالات الحروق الغريبة وقال: "كانت هناك حالات حرق كاملة من الرأس إلى القدم، إضافة إلى تقشر للجد، ومن دون وجود أي شظية في الجسم، كانت غريبة جداً بالنسبة لنا".
وأضاف "نحن تعاملنا مع علاج هذه الحالات على أساس أنها حروق، ولكننا لا ندري حقيقتها، هؤلاء يحتاجون إلى خبراء دوليين ليشخّصوا الحالات بالضبط".
وتحدث عن المشاكل التي تواجه المشافي في المنطقة، "من إحدى المشاكل الكبيرة التي نعاني منها هي توفر الطاقم البشري ولكن عدم توفر الأجهزة والمعدات الطبية المتقدمة. وبسبب قلة الإمكانات استطاع مشفى الرحمة استقبال /48/ حالة إصابة فقط".