طريق “دوار الموت” مغامرة لسائقي السيارات في حلب

حلب- نورث برس

يقول سائقون وسكان في مدينة حلب، شمالي سوريا، إن مجلس المدينة يتقاعس عن صيانة طريق دوار أبو فراس الحمداني رغم كثرة الحوادث التي يشهدها، في حين يحمّل مسؤول محلي بعض السائقين مسؤولية تلك الحوادث بسبب القيادة غير المنضبطة.

 وتعاني مدينة حلب من خدمات طرقية سيئة رغم مرور خمس سنوات على استعادة الحكومة السيطرة على كامل أحيائها.

 ويطلق السكان تسمية طريق “الموت” على دوار ونفق أبو فراس الحمداني وسط المدينة، لكثرة الحوادث التي تحصل بالقرب منه.

تكرر حوادث

ويفتقد الدوار والنفق القريب منه، لوجود الإنارة والشاخصات الطرقية فيهما، رغم كثرة التعرجات في الطريق، ما يجعل من عبوره “مغامرة”، على حد تعبير أحد السائقين.

 وقال سامر ريحاوي (38 عاماً)، وهو سائق لسيارة شحن صغيرة ومن سكان حيّ صلاح الدين، إنه يشعر بالخوف كلما اجتاز النفق، بسبب عدم وضوح الرؤية فيه، وخشية المفاجآت التي قد تسببها التعرجات داخل النفق، إضافة للمطبات التي يحاول تلافيها.

وأشار إلى أنه يضطر للمرور فيه يومياً على الرغم من خطورته، “كونه الطريق الأسرع للوصل لمكان عملي في سوق الهال.”

 ومنذ أيام، تعطلت سيارة “ريحاوي” داخل النفق، وفقد السيطرة على السيارة فاصطدمت بالمنصف، فتوقفت على طرف الطريق، “ولولا لطف الله، لاصطدمت بسيارة قادمة من الطرف الآخر.”

وبينما كان محسن نعناع، وهو سائق تكسي أجرة، يقود سيارته في النفق قبل شهر، صدمته سيارة عسكرية من الخلف، فكلفه الحادث “أكثر من مليون ليرة سورية لتصليح سيارته، إضافة لدفعه 250 ألف ليرة كعطل وضرر لسائق السيارة العسكرية.” بحسب”نعناع”.

ويقول سائقون إن الطريق يشهد حوادث بشكلٍ شبه يومي، فخلال الأسبوع  الجاري جرت ثلاث حوادث بالقرب من الدوار.

 فيما تجاوزت أعداد الحوادث داخل النفق وحده منذ بداية العام الجاري، عشر حوادث بأضرار كبيرة، بينها حادث مميت واحد على الأقل، بحسب المكتب الإعلامي لشرطة حلب.

إهمال حكومي

أما قدور برغل (46 عاماً)، وهو من سكان حارة الأكرمية، فيقول إن مجلس المحافظة لم يتكلّف بوضع شاخصات طرقية تبين وجود التواءات في النفق، كما لم يضع إضاءة، ولا شاخصات فوسفورية، تسمح بالرؤية ليلاً، “وكأن الأمر سيكلفهم الملايين.”

ويتهم “برغل” مجلس المدينة بتعمد إهمال تخديم الطريق والنفق خاصة، رغم أنه “يُعتبر  من أخطر الطرقات في مدينة حلب، وخاصة بالنسبة للسيارة القادمة من اتجاه دمشق.”

 وبحسب الرجل، يقوم مجلس المدينة بين الحين والآخر بتقشير الإسفلت من الطريق وإعادة تزفيته كل شهرين، “للإيهام بأنه يصرف الأموال في أعمال الصيانة.”

لكن نائب رئيس مجلس مدينة حلب أحمد رحماني، قال في تصريح لنورث برس، إن المدينة تعاني من انقطاع الكهرباء، كما أن إمكانية وضع إنارة داخلية تعمل على الطاقة الشمسية في النفق غير ممكنة الآن.

وأضاف أن وضع المطبات الصناعية داخل النفق أثبت فعاليته، ولكن نتيجة للقيادة التي وصفها بالرعناء لبعض السائقين، “لم تنخفض أعداد الحوادث المرورية في النفق.”

وأشار نائب رئيس مجلس حلب إلى إمكانية وضع مطبات متتالية، ولكن بارتفاع منخفض بحيث لا تؤدي إلى فقدان السائق المسرع السيطرة على السيارة، وتجبره في الوقت نفسه على تخفيض سرعته كحل بديل حالياً.

 إعداد: آردو حداد- تحرير: حسن عبدالله