اتفاقات التعاون الاقتصادي والتجاري.. مساعٍ روسية إيرانية تنافسية للتغلغل في سوريا

القامشلي ـ نورث برس

وقعت موسكو ودمشق، يوم أمس الثلاثاء، مذكرات تفاهم تتعلق بمجالات اقتصادية وتجارية وتعليمية. في وقت كشف فيه رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، عن “اتفاق شامل للتعاون بين إيران وسوريا” تجري صياغته حالياً.

ويأتي التنافس والتسابق الروسي الإيراني، على توقيع الاتفاقات الاقتصادية مع سوريا، بهدف تحصيل أكبر قدر من المكاسب والأموال التي تم إنفاقها في الحرب السورية الدائرة منذ عشر سنوات. كما يأتي في إطار زيادة التغلغل في سوريا، بحسب مراقبين.

ووقعت روسيا وسوريا عدداً من مذكرات التفاهم والاتفاقيات ضمن فعاليات متابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين في يومه الثالث.

وضمن جدول أعمال الاجتماع السوري الروسي المشترك لمتابعة عمل المؤتمر الدولي، أجرت عدة وزارات تفاهمات ووقعت اتفاقيات مع الجانب الروسي.

وأقامت هيئة التخطيط والتعاون الدولي في سوريا، مشاورات مع رئيس دائرة تطوير التعاون الثنائي لوزارة التنمية الاقتصادية الروسية حول مسألة تنظيم الاجتماع الدوري التالي للجنة الروسية السورية الدائمة لشؤون الاقتصاد التجاري والتقني. حسب صحيفة “تشرين”.

وأضافت الصحيفة أن إدارة الجمارك العامة عقدت مع نائب مدير التعاون الجمركي في هيئة الجمارك الروسية جلسة حوار حول مسائل التعاون الجمركي الثنائي بين البلدين.

كما أقامت وزارة النفط والثروة المعدنية مباحثات مع أعضاء لجنة مجلس الاتحاد الروسي للدفاع والأمن، بشأن توريد صمامات لإغلاق خطوط أنابيب النفط إلى المنطقة الإدارية الخاصة، وإمكانية إنتاج منتجات نفطية.

تكتم عن تفاصيل العلاقات الاقتصادية

وأمس الثلاثاء، أعرب السفير الروسي في سوريا ألكسندر يفيموف، عن موقف موسكو الداعم لدمشق، وتحدث السفير عن السبب الذي يقف وراء عدم الكشف عن تفاصيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وقال السفير الروسي في سوريا على هامش توقيع كتاب للدبلوماسية الروسية ماريا خودينسكايا: “في ظل الظروف والضغوط التي تتعرض لها سوريا والعقوبات التي تزداد وخاصة فرض قوانين كقانون قيصر فإنه للحديث علناً عن علاقاتنا الاقتصادية يجب أن نكون مجانين.”

وأضاف: “نحن عملياً سنقوم بكشف أوراقنا وفي اليوم التالي ستكون شركاتنا على قوائم العقوبات الأميركية، نحن لا نتحدث خصيصاً عن ذلك.”

وشدد يفيموف، على أن موسكو تقدم المساعدات لدمشق. وأشار إلى أن التعاون الثنائي بين البلدين يتطور.

وقال: “أؤكد لكم أن المساعدات الروسية تصل والتعاون يزداد، وخلال السنة الماضية وهذه السنة من قبل القيادة الروسية تم اتخاذ قرارات بتفعيل المساعدات إلى الدولة السورية.”

وتكتم السفير عن ذكر كمية المساعدات، “ولكن يمكنني أن أؤكد أن هذا الرقم كبير جداً”، بحسب يفيموف.

وأشار إلى أن مساعدة بعض الدول المانحة وفي كثير من الأحيان الكثير من مساعدات الدول الخارجية لسوريا تأتي عبر روسيا.

وشدد على أهمية بناء تعاون نافع لكلا الطرفين، “ندرك جيداً الوضع الصعب الذي تواجهه سوريا ولذلك نحن نتحرك انطلاقاً من هذه الرؤية.”

بدوره، قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لموقع “روسيا اليوم”، إن الزيارة الروسية لسوريا “هامة جداً، وللوقوف على معاناة المواطن السوري وما هي الإمكانات المتاحة لتلبية تطلعات المواطن.”

وأشار المقداد إلى المساعدات التي يقدمها الجانب الروسي في مختلف المجالات. وأعرب عن “امتنان وشكر بلاده لذلك.”

تعاون شامل بين إيران وسوريا

وتزامنت الاتفاقات الروسية مع ما كشفه رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، عن “اتفاق شامل للتعاون بين إيران وسوريا” تجري صياغته حالياً.

وجاء ذلك، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس مجلس الشعب السوري، حمودة صباغ، لدى وصوله دمشق عصر أمس الثلاثاء، بحسب ما نقلت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية.

وأعرب قاليباف عن تطلعه إلى المصادقة على الاتفاق، لدى برلماني البلدين وتنفيذه، “بما يتيح للتجار ورجال الأعمال الإيرانيين والسوريين فرص الارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي والتجاري وإعادة إعمار سوريا.”

وقال قاليباف، حسب الوكالة، إن “الأميركيين عمدوا إلى إثارة الفوضى وشن الحرب الإرهابية ضد سوريا، لكن اليوم وبعد فشل المخطط الإرهابي فقد حان وقت إعادة الإعمار وتفعيل الحركة الاقتصادية في سوريا.”

إلى ذلك، اعتبر رئيس البرلمان السوري أن العلاقات بين طهران ودمشق “وطيدة ومتجذرة ومتجددة على الدوام.”

وشدد صباغ، في تصريحاته الصحفية لدى وصول قاليباف مطار دمشق، وفقا لوكالة “سانا” السورية، إلى أن “النصر سيكون حليف البلدين الصديقين بفضل قوة شعبيهما وإيمانهما المطلق بحقهما في الحرية والكرامة وتقرير المستقبل دون تدخل من أحد، وفي ظل القيادة الحكيمة لكلا البلدين.”

ومن المتوقع أن تستمر زيارة قاليباف إلى سوريا أربعة أيام حيث سيلتقي مسؤولين في البلاد بينهم الرئيس بشار الأسد.

إعداد وتحرير: معاذ الحمد