أعزاز ـ نورث برس
اضطر مأمون يحيى (43عاماً) وهو اسم مستعار لنازح في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، إلى التنقّل سبع مرات من منزل لآخر، خلال سنتين أقامهما في المدينة، وذلك نتيجة المبالغة في رفع أجور المنازل من قبل أصحابها، وعجزه عن دفع تلك المبالغ في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه.
وخلال السنتين الماضيتين، سكن “يحيى” في منازل بعقودٍ لعدة أشهر، يتم الاتفاق عليها مع المالك، لكن مع انخفاض سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار وزيادة وصول النازحين، صار أصحاب المنازل في المدينة يطالبون بزيادة الأجرة.
ويقطن في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، بحدود 250 ألف نسمة، معظمهم من النازحين، بحسب المجلس المحلي في المدينة، الذي أعلن عن عدم قدرة المدينة على استيعاب أعداد أخرى بعد امتلاء المنازل بالنازحين.
ويعمل الرجل في أحد محال بيع الخضار في سوق الهال بمدينة أعزاز، مقابل أجر لا يتعدى20 ليرة تركية (7500 ليرة سورية) في الشهر، “لا تكفي لشراء الخضروات”، بحسب قوله.
ويسكن “يحيى” حالياً في منزل غير مجهز، مكون من غرفتين، بمبلغ 50 دولاراً شهرياً، يحاول البقاء فيه، لأنه أرخص منزل استطاع تأمينه حتى اللحظة.
وتتكون عائلته من زوجة وخمسة أولاد، اثنان منهما بحاجة مستمرة للدواء بعد خضوعهما لعملية جراحية.
لكن الرجل يتخوف من أن يقوم المالك برفع سعر الآجار، أو إخراجه من المنزل في حال قام بتجهيزه، إذا لم يتمكن من دفع تلك الزيادة.
فارق كبير
وتفاجأ عبد الرحمن البدر ( 35 عاماً) وهو اسم مستعار لنازح من معرة النعمان، بعد وصوله إلى مدينة أعزاز، قادماً من مدينة أريحا، من الفارق الكبير في أجور المنازل بين المنطقتين.
ونزح “البدر” إلى مدينة أريحا جنوب إدلب قبل أن تسيطر قوات الحكومة السورية على معرة النعمان، لكن قصف القوات الحكومية للمدينة، خلال الفترة الماضية، دفع بـ”البدر” إلى الانتقال بعائلته إلى مدينة أعزاز.
وقال “البدر”: “قمت بإخراج كل أثاث المنزل من أدوات كهربائية وفرش منزلي، لأستقر في مدينة أريحا قرابة العام، ولكن مع ارتفاع وتيرة القصف على المدينة، قررت الانتقال إلى ريف حلب.”
غير أن السكن الجديد كلف “البدر”، أضعاف ما كان يكلفه آجار السكن في مدينة أريحا، فقد طلب منه صاحب المنزل الذي يقيم فيه حالياً، 75 دولاراً، ما أجبره على بيع أدوات منزله الكهربائية، ليدفع أجرة المنزل لثلاثة أشهر.
وبدأ “البدر” بالبحث عن مردود مالي يستطيع من خلاله تمديد مدة العقد، وإلا فسيضطر للانتقال مع عائلته المكونة من زوجة وطفلين إلى المخيمات العشوائية في ريف حلب.