برلماني في إقليم كردستان: “فوضى وكارثة” تنتظر العراق إذا انسحبت القوات الأميركية

أربيل ـ نورث برس

حذر رئيس لجنة العلاقات والجالية الكردستانية في برلمان إقليم كردستان، ريبوار عبدالله، مما وصفه بـ” الكارثة” إذا ما انسحبت القوات الأميركية من العراق.

وقال “عبدالله” في تصريح لنورث برس، إنه يجري حوار هام واستراتيجي بالنسبة للعراقيين بين الوفد العراقي والذي يتضمن أيضاً ممثلين عن إقليم كردستان، مع الجانب الأميركي.

وتوجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم الأحد، إلى الولايات المتحدة الأميركية في إطار الجولة الرابعة والأخيرة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين، ومن المقرر أن يجمعه لقاء مع الرئيس الأميركي  جو بادين.

وتأتي زيارته بعد أيام قليلة اجتماع عقده الوفد العراقي برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين مع النظراء الأميركيين في واشنطن.

والملف “الأهم والأساسي” في الحوار الجاري بحسب “عبدالله”، هو موضوع “جدولة الانسحاب الأميركي”. وقال إن الجانب الفني في هذا المحور يحتاج إلى تفاصيل أدق وأكثر.

لكن البرلماني، وبغض النظر عن تفاصيل جدولة الانسحاب، حذر من أن قيام الولايات الأميركية بسحب قواتها من العراق وإقليم كردستان وإنهاء تواجدها العسكري في البلاد، “سيتسبب بكارثة أمنية وسياسية، العراق في غنى عنها.”

وذلك باعتبار أن العراقيين يواجهون الكثيير من الأزمات والكوارث على كافة المستويات، “لذا فإن العراق بغنى عن تداعيات الانسحاب.” على حد قوله.

وقال البرلماني إن الجيش العراقي يفتقر للجهوزية لمواجهة التحديثات الأمنية، كـ”جيوب داعش، أو جماعات وميليشيات مسلحة تهدد العراق وإقليم كردستان.”

وأشار إلى أنه هذه الجماعات هي “جماعات إقليمية لا يخفى أنها تحمل أجندات إيرانية وتعد التحدي الأمني الأكبر بعد داعش، فضلاً عن مصير جماعات خارجة عن القانون، وظاهرة انفلات السلاح بيد ميليشيات، والاغتيالات التي تطال ناشطين في العراق.”

ويشهد العراق بين الفترة والأخرى انفجارات تنفذها خلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، كان آخرها انفجار في مدينة الصدر ببغداد، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخص وإصابة العشرات.

وقال “عبدالله” إن “الأجهزة الأمنية العراقية تكاد أن تكون متقاعسة لفرض الأمن والاستقرار بخلاف المؤسسات الأمنية في الإقليم التي تعمل بكفاءة وتنظيمين جيدين.”

وبتركيزه عن ملف انسحاب القوات الأميركية من العراق ، قال “عبدالله” إن “ذلك يعني انسحاب جميع القوى الأجنبية التي تعمل في إطار التحالف الدولي، باعتبار أن الولايات المتحدة هي التي كانت تقود هذا التحالف.”

وتساءل “عبدالله” عن مصير ما وصفه بـ”مسائل استراتيجية أخرى” تتأثر بالانسحاب، وهي “التدخلات الإقليمية وعلى رأسها التركية والإيرانية في العراق وإقليم كردستان.

وشدد البرلماني على أن “بقاء القوات الأميركية يصب في مصلحة العراق أكثر ما يصب في مصلحة الأميركيين”، وعزى ذلك إلى أن “الولايات الأميركية دولة قوية تستطيع حماية مصالحها في العالم على عكس العراق الذي لا يمكنه القيام بذلك.”

ورجح رئيس لجنة العلاقات والجالية الكردستانية في البرلمان، حدوث فوضى في العراق، ولم يستبعد أيضاً حدوث “صدام عسكري” بين جماعات عراقية، إذا جرى الانسحاب الأميركي.

وأشار إلى أن “قرار التيار الصدري بمقاطعة الانتخابات يبطن الكثير من الأمور، وقد يكون هذا إشارة إلى حدوث الصدامات، ما يعني أن العراق مهدد بالبقاء في دائرة الحرب.”

وكشف البرلماني البارز عن رسائل كردستانية ووجهة نظر إقليم كردستان، يحملها الوفد الكردي ضمن الوفد العراقي المشارك في الحوار.

وقال إن هذه “الرسائل لا تخفى على أحد، إذ أن الإقليم كان وما يزال مع بقاء هذه القوات، ولم يكن جزءً من قرار البرلمان العراقي لإخراج هذه القوات.”

ومطلع العام الفائت، صوت البرلمان العراقي على قرار يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء وجود أي قوات أجنبية على الأرض العراقية. جاء ذلك خلال جلسة استثنائية بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي.

وقال البرلماني ريبوار عبدالله، إن “الوضع السياسي والأمني في الإقليم يختلف عن الأوضاع في العراق، حيث يشهد الإقليم استقراراً سياسياً وأمنياً.”

ويرى أنه من الضروري “بقاء هذه القوات، حتى تتمكن القوات العراقية القيام بواجبها على أكمل وجه.”

إعداد: حسن حاجي ـ تحرير: معاذ الحمد