سكان في إدلب ينددون بالصمت التركي حيال التصعيد العسكري للحكومة على مناطقهم
إدلب – نورث برس
أعرب سكان في إدلب، الأحد، عن استيائهم من الصمت التركي حيال ما تشهده مناطق إدلب وخاصة جبل الزاوية، من قصف يومي خلف عشرات القتلى من المدنيين، الأمر الذي أثار مخاوفهم من عمليات تسليم جديدة تقضي بقضم ما تبقى من ريف إدلب الجنوبي.
وتحدثت تقارير صحفية عن وجود ما يقارب 13 ألف جندي تركي، فضلاً عن تسعة آلاف آلية تركية في المنطقة الخاضعة للاتفاق بين موسكو وأنقرة شمال غربي سوريا.
وقال مصطفى بركات (35 عاماً) وهو اسم مستعار لنازح في مدينة إدلب، إن “مهمة النقاط التركية في المنطقة لا تتعدى إحصاء الخرقات وأخذ دور المتفرج على كل ما يجري من قتل وتهجير.”
وأضاف لنورث برس: “الجيش التركي لم يكن يوماً ضامنا لهم، بل كان شاهداً وضامناً على قتلهم.”
وأشار إلى أن “تركيا نجحت بتجنيد الفصائل لخدمتها وتحقيق أهدافها في المنطقة والمناطق المجاورة من خلال زجهم وترويجهم كمرتزقة في ليبيا وأذربيجان، متجاهلة آلاف السكان الذين أنهكتهم الحرب وشردهم النزوح والتهجير.”
وما هذه الأرتال والنقاط التركية “إلا ورقة ضغط تستخدمها أنقرة للحصول على امتيازات ومكاسب في مناطق شمال شرقي سوريا والتدخل في منطقة إدارة الكرد على حدودها”، بحسب “بركات”.
وحذر من مغبة الاعتماد على النقاط العسكرية التركية المتواجدة على خطوط التماس لأنها “لن تقدم أو تأخر”، على حد وصفه.
وأنشأت تركيا نحو 65 نقطة عسكرية في المنطقة الخاضعة لاتفاق وقف إطلاق النار، الموقع بين تركيا وروسيا في الخامس من آذار/ مارس الماضي، في إدلب.
من جهته اعتبر أحمد السليم (38عاماً) وهو اسم مستعار لناشط إعلامي من مدينة إدلب أن “ما يجري في مناطق جبل الزاوية من قتل وتهجير سيبقى وصمة عار على جبين الضامن التركي.”
وأضاف: “لم يتحمل مسؤولياته في حماية سكان المنطقة الذين راهنوا على وجوده في مناطقهم وقراهم، إلا أن هذه النقاط غير قادرة على حماية نفسها من خروقات القوات الحكومية وحليفتها روسيا، إذ أنها تتعرض للاستهداف بين الحين والآخر.”
والجمعة، شهدت عدة مناطق في إدلب شمال غربي سوريا، احتجاجات نددت بالصمت التركي إزاء التصعيد العسكري لروسيا والقوات الحكومية على قرى وبلدات منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.
ورفع المحتجون لافتات كتب عليها: “إلى الضامن التركي السيد أردوغان إذا لم تستطع حماية اطفالنا دعنا نموت بهدوء، من أجل أن يكتب التاريخ أن الجيش التركي يقتل أطفالنا”، إضافة لعبارات أخرى نددت بالصمت التركي.
وحاصر المحتجون أكثر من 11 نقطة عسكرية للقوات التركية في جبل الزاوية، بحسب مصادر محلية.
وقال نزيه أبو الرش (42عاماً) وهو اسم مستعار لناشط حقوقي من مدينة إدلب إنه، “إذا لم تستطع تركيا حماية المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة فالأجدى بها أن تطلق يد الفصائل لحماية ما تبقى من المناطق المحررة.”
وأشار إلى أن “تواجد النقاط العسكرية التركية في المنطقة لن تكون أفضل حالاً من سابقاتها التي تم محاصرتها وانسحابها بعد أن أطبقت قوات الحكومة سيطرتها على مساحات شاسعة من ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.”
وتشهد مناطق ريف إدلب منذ أشهر تصعيداً بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم منذ الخامس من آذار/ مارس 2020.
وفضل سمير الصالح (33عاماً) وهو اسم مستعار لعضو أحد المجالس المحلية بريف إدلب الشمالي، خروج القوات التركية من إدلب، “لأنها لم تقدم سوى التنازلات التي أفضت إلى تدهور الأوضاع بكافة مقاييسها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.”
وأضاف “الصالح”: “كل ما يجري على الأرض من قصف وتصعيد عسكري يتم بموجب اتفاقيات تجري بالخفاء بين موسكو وأنقرة التي خيبت آمال الجميع بخيانتها العلنية التي لم تعد تخفى على السوريين.”