تردي الأوضاع الاقتصادية ينعكس على مستلزمات العيد في بلدة شمال الحسكة
تل تمر – نورث برس
أمام محل لبيع الحلوى وسط سوق بلدة تل تمر، شمال شرقي سوريا، يملئ أسعد حسين كيسه بكعك الكليجة (وهي حلوى محلية الصنع) اشتراها لأطفاله، مع حلول عيد الأضحى.
والكليجة هي الحلوى الوحيدة التي يستطيع “حسين” شراءها نظراً لرخصها مقارنة مع باقي الحلويات الأخرى.
ويشير الرجل إلى أنه جاء لشراء بعض الحلوى واللحم لأطفاله، وكان ينوي شراء ثياب جديدة للعيد، لكن الأسعار المرتفعة منعته، “فأرخص قطعة ثمنها فوق ستة آلاف ليرة.”
ويستقبل سكان تل تمر عيد الأضحى، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية نتيجة الخسائر الكبيرة التي تكبدها المزارعون، وتدني أسعار المواشي هذا العام، وهما مصدرا الدخل لأكثر من 70% من سكان المنطقة.
وتسود حالة من الإحباط بين شريحة واسعة من السكان لعدم مقدرتهم على شراء حاجاتهم كاملة من مستلزمات العيد، بسبب ضعف قدرتهم الشرائية.
ويقول الرجل إنه لم يشترِ كفايته من مستلزمات العيد، لأنه عاطل عن العمل، بينما يعتمد كغيره من سكان المنطقة على المبالغ التي يرسلها له أبناءه من خارج البلاد.
ورغم عرض البضائع بكميات كبير في الأسواق، ظلّ السكان يبحثون عن البضائع الأكثر رخصاً.
ويضيف “الأسعد” بأن أسعار السكاكر والضيافة متفاوتة، “لكنها بشكلٍ عام تفوق مقدرتنا الشرائية، لذلك سأبحث في السوق لشراء الأرخص.”
ويسعى أغلب المتسوقين لشراء ما يمكن شراءه من المستلزمات حفاظاً على طقوس العيد، “حتى لو كانت ذات جودة متدنية.”
ويدخل صالح الصبغ وهو أحد مربي الماشية بمنطقة تل تمر، منزله بعد عودته من السوق ليشتري مستلزمات العيد لأطفاله، وقد ارتسمت على وجهه ملامح الإحباط دون أن يتكمن من شراء كامل حاجاتهم، بسبب الغلاء.
ويقول ‘‘هذا العام أوضاعنا صعبة جداً، فأسعار المواشي متدنية وتعرضنا لخسائر كبيرة.”
وغيبت الخسائر التي مُني بها مربو المواشي هذا العام نتيجة تدني أسعارها وارتفاع تكاليف تربيتها، الفرحة التي كانت تلازم أصحاب المهنة في مثل هذه الأوقات من العام حيث يزيد الإقبال على الأضاحي وترتفع أسعارها.
ويضيف “الصبغ” أنه اشترى بعض الحلوى للعيد بحسب إمكانياته، “كنت أنوي شراء بعض المستلزمات الأخرى مثل اللحوم وبعض الألبسة، لكنها كانت غالية فلم اشتريها.”
وبالرغم من اكتظاظ الأسواق بأعداد كبيرة من السكان، إلا أن أصحاب المحلات التجارية يقولون بأن غالبية الأشخاص يمرون على المحلات دون شراء أي سلع على عكس السنة الفائتة.
ويُرجع روجديار آيو وهو صاحب محل ألبسة، ضعف الإقبال على الشراء إلى ضعف القدرة الشرائية، وعدم وجود سيولة مالية بعد موسم زراعي جاف حلّ على المنطقة.
ويقول: “حركة البيع تراجعت أضعافاً حتى مقارنة مع عيد الفطر الماضي، لأن شريحة كبيرة من الموجودين هم نازحون وأوضاعهم المادية سيئة.”