مواد غير آمنة تستخدم لتعقيم المسابح في السويداء وسط غياب الرقابة الصحية

السويداء – نورث برس

لاحظت أسمهان حناينة (34عاماً)، وهو اسم مستعار لسيدة من سكان مدينة السويداء، جنوبي سوريا، ظهور بثور وطفوح جلدية على جسد طفلها البالغ عشرة أعوام بعد ارتياده الأسبوع الفائت أحد مسابح المدينة، لتذهب به إلى طبيب جلدية ويخبرها بأن مياه المسبح الملوثة سببت له  تلك الأعراض.

وقالت الأم إن طفلها هو واحد من عشرات الأطفال الذين كانوا يسبحون معه داخل حوض السباحة المخصص للأطفال، إذ ظهرت ذات الأعراض على طفل صديقتها التي رافقتها إلى ذلك المسبح.

وهذا العام، ازدادت نسبة إصابة رواد المسابح بالطفوح الجلدية وتغير لون الجلد إلى القاتم منه وظهور بثور حمراء مائلة إلى البني على سطحه.

 وأرجع أطباء السبب إلى مياه الأحواض غير المعقمة بالمواد الآمنة كالكلور والبروم والتي تساعد في القضاء على بعض الجراثيم والميكروبات المائية والاستعاضة عنها ببودرة الزرنيخ.

ويستخدم أصحاب مسابح صيفية في السويداء مادة الزرنيخ المذاب في تعقيم مياه أحواض المسابح لانخفاض أسعارها مقارنة مع باقي المعقمات الأخرى.

ويبلغ سعر ليتر محلول كلور الماء خمسة آلاف ليرة سورية،  فيما تختلف أسعار فلاتر المياه باختلاف أنواعها وجودتها وقد يصل سعر الفلتر الواحد نحو ٧٥ الف ليرة سورية ويحتاج إلى تبديل كل عشرة أيام.

بينما يباع الكيلوغرام من  بودرة الزرنيخ بـ1900 ليرة سورية.

تحذيرات صحية

ويحتوي مسبح ممدوح الصافي (50 عاماً)، وهو اسم مستعار لصاحب مسبح صيفي في أحد ضواحي السويداء على فلاتر مياه حديثة، “ولكن لا أستطيع تبديلها بشكل دوري لغلائها وانقطاعها أحياناً في الأسواق.”

وقال إنه يستخدم معقمات مياه أخرى غير الكلور والبروم لكنه نفى استخدامه مادة الزرنيخ.

ويحتاج مسبح “الصافي” الذي يسع لـ50 صهريجاً من المياه، سعة كل منها ٢٥ برميلاً،  إلى 50 ليتراً من محلول الكلور، أي بتكلفة إجمالية قدرها ٢٥٠ ألف ليرة سورية كل سبعة أيام وهي المدة التي يتم بها استبدال مياه المسبح بمياه أخرى.

ويقول أصحاب مسابح إن ارتفاع التكاليف ينعكس على أسعار بطاقات الدخول إلى المسابح والتي قد تصل بعضها إلى خمسة آلاف ليرة سورية للشخص الواحد.

وحذر فاضل العمر (50 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد الأطباء الجلدية في السويداء، من خطورة استخدام الزرنيخ في تعقيم مياه المسابح الصيفية، “إذ تعد سامة وقد تسبب أمراضاً خطيرة كسرطان الجلد.”

وأشار الطبيب إلى أن معدلات الإصابة بسرطان الجلد نتيجة التعرض إلى مواد كيميائية عالية الخطورة والنسبة في السويداء إلى ارتفاع متنامٍ، على حد قوله.

وقال إن لديه 20 مريضاً يعانون من سرطان الجلد وكانوا من رواد المسابح الصيفية بشكل كبير في العام الفائت.

رقابة غائبة

ومن بين كل عشرة مرضى يراجعون عيادة “العمر”، هناك ستة إصابات تعود أسبابها المباشرة السباحة في أحواض مياه غير معقمة، وفقاً لما ذكره لنورث برس.

ورأى رجب العلمي (42 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان السويداء، أن غياب الرقابة الصحية الحكومية على المسابح هي أحد الأسباب التي تجعل أصحابها “يستهترون بصحة روادها وعدم تعقيمها بالمعقمات الأمنة.”

والشهر الفائت وبعد ارتياده لأحد المسابح، ظهرت بقع داكنة على قدمي ابن “العلمي” البالغ من العمر 14 عاماً.

لكن بسام الحمد (52 عاماً)، وهو اسم مستعار لمسؤول حكومي في الرقابة الصحية بالسويداء، قال إن قلة أعداد أفراد لجان الرقابة الصحية والطبية جعل عملهم لا يغطي زيارة كافة المسابح بالسويداء، ناهيك عن عدم توفر واسطة نقل حكومية تخدم تحركاتهم.

وذكر أن هناك مخالفات بحق ثلاثة مسابح خاصة في السويداء لم تلتزم بشروط التعقيم الدوري، “وقد نظمت ضبوط بحقهم.”

وكانت مديرية صحة السويداء قد طالبت وزارة صحة دمشق عبر كتب وإرساليات خطية منذ أعوام لزيادة أعداد المراقبين الصحيين “إلا أننا لم نتلقى أي رد حتى تاريخ هذا اليوم”، بحسب “الحمد”.

إعداد: سامي العلي – تحرير: سوزدار محمد