أزمة مواصلات في ريف حلب بعد رفع تسعيرة المازوت

حلب – نورث برس

ليومين متتاليين، لم يتمكن الطالب الجامعي قيصر شربو (24 عاماً)، وهو من سكان مدينة نبل بريف حلب، شمالي سوريا، من الوصول لجامعته في المدينة لتقديم الامتحانات، بسبب امتناع سائقي وسائط النقل عن العمل بعد أن رفعت الحكومة السورية سعر وقود المازوت (الديزل).

ويوم الأحد الماضي، رفعت الحكومة سعر مادة المازوت المدعوم من 180ليرة إلى 500 ليرة سورية، أعقب ذلك رفع مجلس محافظة حلب لتعرفة ركوب وسائط النقل العامة.  

ويعاني سكان ريف حلب منذ صدور القرار من انقطاع شبه تام لوسائل النقل العامة، حيث يتحجج السائقون بارتفاع تكاليف العمل وتدني تعرفة النقل حتى بعد زيادتها.

ومنذ صباح الاثنين، توقفت معظم حافلات نقل الركاب بريف حلب عن العمل وشهدت الكراجات ومواقف السيارات العامة ازدحاماً شديداً لركاب ينتظرون أي وسيلة نقل توصلهم إلى حلب المدينة.

يقول الطالب “شربو” لنورث برس: “حتى الحافلة الحكومية الوحيدة في بلدتنا والتي تأتي لمرة واحدة صباحاً لم تأتِ منذ يومين.”

وأضاف: “أغلب الركاب خاصة الموظفين والطلاب لا يستطيعون تحمل نفقات ركوب سيارات تكسي خاصة، فينتظرون لساعات في مواقف السيارات.”

بينما يضطر مرضى وسكان آخرون تجبرهم ظروفهم على التوجه للمدينة لدفع مبالغ تصل لعشرة آلاف ليرة لسائقي سيارات الأجرة (التكسي).

ولم تُرض تعرفة النقل التي أصدرها مجلس مدينة حلب عقب التسعيرة الجديدة أصحاب وسائقي الحافلات العاملة بين المدينة وأريافها.

وقال عدنان قاسم (40 عاماً)، وهو سائق حافلة (ميكرو باص) تعمل بين بلدة السفيرة في الريف الجنوبي والمدينة إن مخصصاته هي عشرة ليترات كل يومين، “وندفع خمسة آلاف ليرة عن كل تعبئة، وهي تكفي لمسير قرابة 100 كم للسرفيس الذي يتسع لـ12 راكباً.”

وأضاف أن التعرفة الجديدة للركوب ما بين السفيرة وحلب والتي حددها مجلس مدينة حلب ب_  325 ليرة سورية، لا تغطي تكاليف تشغيل الحافلة.

وتبعد بلدة السفيرة عن مدينة حلب مسافة 30 كم، ويقول سائقون إن مخصصاتهم من الوقود لا تكفي السيارة للعمل على الخط  لمدة يومين.

ويقول سائق آخر، لنورث برس، إنه “سيخسر” لو لجأ لتعبئة الوقود من السوق السوداء.

ويضيف: “رفع سعر المازوت الحكومي أدى لارتفاع سعره في السوق السوداء أيضاً، بعد أن كنا نعتمد عليه في حال نقص الكميات المدعومة.”

ورغم حداثة رفع السعر الحكومي، وصل سعر الليتر الواحد من وقود المازوت في السوق السوداء إلى 3500 ليرة سورية، بحسب سائقين في حلب.

بدوره، قال حسين السرب (40عاماً)، وهو موظف حكومي في بلدة حيان بريف حلب الشمالي، إن رفع سعر المازوت” دفع بالكثير من سائقي الميكروباصات ووسائط النقل العمومي لبيع مخصصاتهم في الاسواق السوداء”.

وأضاف: “فالسائق يشتري المازوت بسعر 500ليرة ويبيعه ب ليرة 3500لليتر الواحد.”

وهم بذلك يحققون أرباحاً دون بذل أي جهد وتحمل مشقة السفر، بينما تبقى مشكلة ازدحام الركاب وتعطل أعمال السكان دون حلول.

تقرير: نجم الصالح – تحرير: حسن عبد الله