غلاء الحديد ومستلزمات الحدادة يدفع أصحاب محال للحدادة لإغلاقها
السويداء – نورث برس
يخشى صافي الوافي (33 عاماً)، وهو عامل يعمل في محل حدادة في المنطقة الصناعية بمدينة السويداء، جنوبي سوريا، من فقدان عمله، في ظل تراجع حركة البيع، وارتفاع أسعار الحديد ومستلزمات المهنة في السوق السوداء.
ويقول “الوافي” الذي يعمل في مهنة الحدادة منذ 15 عاماً، إن الارتفاع غير المسبوق لمستلزمات المهنة وتوقف الزبائن عن طلب صناعة أبواب ونوافذ من الحديد، دفع رب العمل للتفكير “بشكل جدي” في إغلاق محله.
وكانت المنطقة الصناعية في مدينة السويداء وحدها تضم ما بين 150 و200 محل حدادة، إلا أن أعدادها تقلصت لنحو ٤٠٪ خلال السنوات القليلة الماضية، وفقاً لحدادين في المدينة.
ومن ضمن المستلزمات التي باتت أسعارها “لا تحتمل ومفقودة داخل الأسواق”، بحسب العاملين، حجارة القص وقضبان اللحام وأحجار الجلخ وغيرها.
وتتراوح أسعار حجارة القص بين 25 ألف و50 ألف وذلك حسب الجودة والقياس، فيما تتراوح أسعار قضبان اللحام حسب النوع والجودة والطول بين العشرة آلاف و30 ألف ليرة سورية.
ويرى العامل أن على الجهات الحكومية إيجاد حلول “ناجعة” كتأمين الحديد ومستلزمات الحدادة بأسعار مناسبة، “حتى لا يفقد المئات من العمال مصدر رزقهم.”
ويقوم الحدادون بشراء الحديد من السوق السوداء بأسعار “باهظة جداً”، حيث يبلغ سعر الطن الواحد من الحديد داخل السوق السوداء 1350 دولاراً أميركياً (ما يعادل أربعة ملايين و320 ألف ليرة سورية).
ويقول بعض هؤلاء إن توقف استيراد الحديد أدى لهذه الأسعار، وهو ما يدفعهم للتفكير في إغلاق محالهم والتوجه إلى أعمال أخرى.
وقال عماد جريرة (56 عاماً)، وهو حداد في السويداء، إن السكان ينتقلون من استخدام الحديد ذي الموصفات “الجيدة” في تأثيث منازلهم، إلى “التجاري ذي الجودة المنخفضة.”
لكن كل ذلك لا يجدي نفعاً في حال لم تلتفت الجهات الحكومية إلى ضبط أسعار الحديد داخل الأسواق وتخفيض أسعاره “للحفاظ على مهنة الحدادة”، بحسب “جريرة”.