الحسكة – نورث برس
تقوم معامل صناعات خفيفة في الحسكة، شمال شرقي سوريا، بتوفير فرص عمل لسكان ونازحين في المنطقة، إلى جانب توفيرها لمنتجات محلية بأسعار أقل من المستوردة أو القادمة من مناطق الداخل السوري.
وتضم مدينة الحسكة أكثر من 400 منشأة لصناعة المواد الغذائية والمنظفات والأدوات الزراعية، ومعمل لصهر الحديد وورشات لإنتاج الملبوسات، وفقاً لغرفة الصناعة التابعة لمديرية الاقتصاد في الإدارة الذاتية في الحسكة.
وتساهم هذه المنشآت، بحسب قائمين عليها، في تأمين نسبة كبيرة من حاجة المنطقة، في ظل قيام حكومة دمشق بإغلاق المعابر الداخلية مع مناطق الإدارة الذاتية، واستمرار إغلاق معبر تل كوجر (اليعربية) الإنساني على الحدود العراقية.
ومنذ منتصف آذار/ مارس من العام الجاري، أغلقت الحكومة المعابر الثلاثة التي تربط مناطق سيطرتها بمناطق الإدارة الذاتية، ما أدى لانقطاع بضائع وارتفاع أسعار أخرى بسبب إحضارها عبر طرق طويلة وغير آمنة.
والجمعة الماضي، أقر مجلس الأمن الدولي تمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا إلى شمال غربي سوريا، دون إضافة أي معبر مع شمال شرقي سوريا بسبب الاعتراض الروسي.
“أرباح جيدة”
وقال محمد رشو (33 عاماً)، وهو صاحب معمل رشو لصناعة البطاطا والشيبس في الحسكة، إن إنتاج معمله يباع بنصف قيمة المستورد، لعدم وجود تكاليف إضافية كالشحن والجمارك التي كانت تكلف الكثير من الأموال.
وأضاف: “نحن نحقق أرباحاً جيدة ونوفر البضائع في الأسواق بأسعار أقل.”
ويعيد “رشو” رضاه عن سير العمل في معمله إلى توفر المواد الأولية بما فيه الكفاية، “كما نتمكن من توزيع منتجاتنا في مختلف مدن شمال شرق سوريا من القامشلي إلى منبج ودير الزور.”
وقال سليمان شندي، وهو صاحب مطبعة شندي في الحسكة، إنهم “يقومون بتطوير عملهم بشكل مستمر عن طريق تزويد المطبعة بمواد جديدة وآلات حديثة.”
وأضاف: “لكن المشكلة الرئيسة تتمثل في تأمين المواد الخام الضرورية للطباعة كالحبر والأوراق التي يتم استيرادها بالكامل من الخارج، بالإضافة إلى نقص اليد العاملة الخبيرة.”
وخلال السنوات القليلة الماضية، تمكنت المطبعة من طرح منتجاتها كبدائل عن 70 بالمئة من مثيلاتها القادمة من مدينتي حلب ودمشق، بحسب “شندي”.
لكن عدم استقرار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي يؤثر بشكل كبير على العمل الذي يعتمد على مواد مستوردة تشترى بالدولار لإنتاج منتجات تباع بالعملة المحلية، بحسب صاحب المعمل.
فرص عمل
وتوفر المنشآت الصناعية الناشئة في الحسكة المئات من فرص العمل لشباب ونساء ومعيلي عائلات في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها المنطقة.
ويوفرمصنع “رشو” فرصاً لـ50 عاملاً من السكان والنازحين، بينهم 30 امرأة وفتاة يساهم عملهن في إعالة عوائلهن.
وتقول روعة السعد (26 عاماً)، وهي نازحة من مدينة الميادين شرق دير الزور وتعيش في الحسكة، إنها تحاول عبر العمل الذي يوفره المعمل مساعدة عائلتها المكونة من11 فرداً، والتي تعاني صعوبات معيشية بعد وفاة الأب.
وتحصل “روعة” على خمسة آلاف ليرة سورية كأجرة يومية لقاء عملها لمدة تسع ساعات.
أما سمر العبد الله (34 عاماً)، وهي نازحة من حمص وسط سوريا، فتحصل على سبعة آلاف ليرة سورية يومياً مقابل عملها في معامل لتغليف البقوليات.
وفي في التاسع عشر من حزيران/يونيو الفائت، شاركت 60 جهة صناعية وتجارية في معرض سنوي للمنتجات المحلية أقامته هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية للعام الثالث في المدينة.
وقالت ليلى صاروخان, وهي إدارية في لجنة الاقتصاد في الحسكة، أثناء إقامة المعرض، إن تسويق المنتج المحلي المصنوع في مناطق شمال شرق سوريا سيوفر الكثير من الوقت ويخفّض من الجهد والتكاليف الباهظة التي يتحملها السكان.