أعطال الصرافات الآلية تعطل عمل موظفين حكوميين ومتقاعدين في حماة
حماة- نورث برس
منذ عدة أيام، يتردد شادي السمان (68عاماً) وهو اسم مستعار لموظف حكومي متقاعد على الصراف الآلي القريب من منزله في حي البارودية بمدينة حماة، وسط سوريا، وهو صراف البنك التجاري فرع2 “ولكنه معطل وخارج عن الخدمة.”
ويشتكي موظفون حكوميون ومتقاعدون في حماة من تعطل معظم الصرافات الآلية التابعة للبنوك والازدحام على الصرافات قيد العمل، وسط غياب أعمال الصيانة لها.
ويقبض جميع الموظفين المتقاعدين رواتبهم من الصرافات الآلية، إضافة إلى عدد من الموظفين الحكوميين، وذلك عبر بطاقات خاصة بهم.
ويبلغ عدد الصرافات في مدينة حماة 32صرافاً للمصرف التجاري و7 صرافات للبنك العقاري.
ووصف “السمان” البنك التجاري بفروعه الأربعة “بالأسوأ، فدائماً الصرافات معطلة وخارج الخدمة وحتى البنك مغلق كلياً منذ عشرة أيام.”
وقد تبين له وبعد الاستفسار، أن سبب إغلاق البنك التجاري وتوقف الصراف عن العمل، يعود إلى تعطل مولدة المصرف.
وعبر الموظف المتقاعد عن استيائه من تأخر استلام راتبه شهرياً، وخاصة أنه يعتمد عليه في تدبر أموره المعيشية.
لكن أحمد السح (42عاماً) وهو اسم مستعار لموظف في أحد فروع البنك التجاري، قال إن معظم الصرافات في حماة تحتاج إلى صيانة فهي ذات “نوعية رديئة منذ بداية تركيبها.”
وأرجع الموظف الحكومي سبب عدم إجراء أعمال الصيانة إلى عدم توفر الأموال، إذ أن التصليح يحتاج لتبديل قطع وهي “غالية الثمن.”
وأشار إلى نقص عدد الموظفين لصيانة الأعطال، إذا أن هناك موظفين اثنين فقط في البنك التجاري “ولم يتم تعيين غيرهم منذ سنوات.”
وتشهد تلك الصرافات انقطاعاً متكرراً للكهرباء وشبكة الإنترنت، وهو عائق آخر أمام الموظفين في سبيل استلام رواتبهم.
لكن “السح” قال إن مشكلة الإنترنت ليس لها حل، “فالشبكة في غالب الأحيان متقطعة وضعيفة وهي مشكلة عامة في المدينة وليست مقتصرة على المصارف أو الدوائر الحكومية.”
وفي هذه الأثناء، تضطر ميسر الجلاغي (55عاماً) وهو اسم مستعار لموظفة حكومية شهرياً، للبحث في معظم أحياء حماة عن صراف آلي غير معطل، “فقلما تجد صرافات في الخدمة.”
وقالت الموظفة إنها غالباً تواجه المشاكل في الصرافات، “أحياناً عندما نسحب الراتب تبقى البطاقة في الصراف أو يقوم بعدِّ المبلغ ولا يعطيك إياه.”
وفي هذه الحالة، بحسب الموظفة، “يسجل على اسمك أنك قبضت دون أن يصلك شيء من المبلغ، فتضطر للاعتراض وتقديم معاملة قد تستغرق أسبوعاً لتعيد المبلغ لحسابك.”
وعبر معتصم الخالد (47عاماً) وهو اسم مستعار لموظف حكومي عن ندمه بعدما حول استلام راتبه يدوياً من المحاسب إلى الصراف.
وقال: “كنت أعتقد أن الصراف الآلي أسهل من الوقوف عند محاسبي البريد ولكن بعد التجربة والوقوف عليه لساعات والبحث عن صراف يعمل، تبين لي أن القبض في اليد أسهل.”
وأحياناً وبعد الوقوف والانتظار لساعتين أو ثلاثة على الدور، “ينتهي الأمر فينا بالعودة إلى المنزل دون قبض الراتب بسبب انقطاع النت عنه وننتظر عدة ساعات أمام الصراف لحين عودة النت.”
ويضطر “الخالد” في معظم الأحيان لأخد إجازة لعدة ساعات من عمله، إذ يتم صرف الرواتب فقط في ساعات عمل البنوك وهي حتى الثالثة عصراً.
وأشار إلى أنه كان شاهداً عدة مرات على حالات إغماء لكبار السن المتقاعدين أمام الصراف بسبب وقوفهم لساعات طويلة في الازدحام وتحت أشعة الشمس.