أعباء مادية لسكان بسبب نقص مياه الشرب في مدينة الباب بريف حلب

ريف حلب – نورث برس

يحاول أحمد عثمان (43 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة الباب بريف حلب الشرقي، شمالي سوريا، أن يقتصد قدر الإمكان في استهلاك المياه النظيفة بمنزله،وذلك بسبب صعوبة الحصول عليها وارتفاع سعرها.

وتشهد مدينة الباب منذ سيطرة القوات التركية وفصائل معارضة موالية لها على المنطقة قبل أربعة أعوام نقصاً في توفر المياه، ازدادت حدتها خلال الصيف الجاري بعد موجة جفاف وارتفاع درجات الحرارة.

وقبل أيام قليلة، أطلق ناشطون في مدينة الباب حملة “الباب عطشى” للمساهمة في إيصال أصوات السكان وتسليط الضوء على هذه المشكلة.

ويضطر “عثمان” ولعدة مرات خلال الشهر لملء خزان منزله (سعة 2000  لتر) من الصهاريج المتجولة في المدينة بتكلفه 80 ليرة تركية (ما يعادل 29 ألف ليرة سورية).

 وهو مبلغ لا يتناسب مع دخله الشهري الذي لا يتجاوز 50 دولاراً أميركياً يجنيها من عمله في محل لبيع الخضروات في المدينة.

يقول الرجل لنورث برس إنه يلجأ في كثيرٍ من الأحيان للاستدانة لتوفير ثمن المياه، بسبب الحاجة الماسة إليها مع ارتفاع درجات الحرارة.

ويضيف أن أفراد عائلته يقومون بالاستحمام والغسيل والأمور الأساسية التي تكون بحاجة إلى كمية مياه في يوم واحد من الأسبوع، وذلك للاقتصاد في استهلاكها وسط هذه ظروف نقصها.

وتتغذى شبكة المياه في المدينة على مياه عشرة آبار موجودة في بلدة الراعي وقرية سوسيان شمالها، غير أن أربعاً منها خرجت عن الخدمة، بينما تعمل ما تبقى بنصف الطاقة التي كانت تعمل بها شتاء، بحسب ناشطين في المدينة.

ورغم أنه يمكن تنفيذ مشاريع لاستجرار مياه الشرب من مدينة جرابلس التي تسيطر عليها أيضاً القوات التركية والفصائل الموالية لها، إلا أن ذلك لم يطرح في المجالس البلدية التابعة لها، بحسب مصدر في المدينة.

ومنذ أشهر، خفّضت تركيا من تدفق مياه نهر الفرات تجاه الأراضي السورية، ما أثار مشكلات حياتية وسخطاً شعبياً في المناطق التي تعتمد على النهر في مياه الشرب وري الأراضي الزراعية.

وقال سليم الأطرش (38 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح في مدينة الباب، إن ارتفاع أسعار المياه في المدينة طال أسعار الخضروات التي يعتمد  أصحابها على شراء مياه الصهاريج بعد جفاف الآبار القريبة.

وكان شح الأمطار خلال الشتاء الماضي وارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف قد أديا لجفاف آبار محلية كان بعض السكان يستخدمونها لاحتياجاتهم المنزلية رغم عدم صلاحيتها للشرب.

لكن أدهم المحمود (35 عاماً)، وهو اسم مستعار لسائق صهريج لنقل المياه في مدينة الباب، أعاد رفع سعر المياه إلى ارتفاع تكاليف نقلها.

وقال إن “تكلفة تعبئة صهريج مياه يتسع لعشرة براميل (2000 لتر) من آبار الراعي التي تبعد 30 كم، وايصاله لمدينة الباب تصل لأكثر من 40 ليرة تركية (15 ألف ليرة سورية).

وتشمل تلك التكلفة ثمن تعبئة الصهريج من المنهل ومصاريف أعطال ووقود السيارة التي تزداد ارتفاعاً بدورها يوماً بعد آخر.

إعداد: فاروق حمو – تحرير: حسن عبدالله