سايا طفلة في كوباني قادها شغفها بالتقديم الإذاعي لتقديم مواهب أطفال مدينتها
كوباني- نورث برس
تبدو سايا قادر (11 عاماً)، وهي طفلة من كوباني، شمالي سوريا، متحمسة لتطوير تجربتها في تقديم برنامج إذاعي لاستضافة أطفال مدينتها الموهوبين، بعد نشر حلقتها الأولى قبل شهرين.
برنامج “أنتم وسايا” في إذاعة جان إف إم المحلية يستضيف عازفين ومغنين أطفال في عمر الطفلة المقدمة التي تبحث عن مواهب أخرى لتنويع الحلقات وتطوير ادائها.
وبدأت المذيعة الصغيرة بمتابعة برامج الإذاعة، إلى جانب فيديوهات على موقع يوتيوب خاصة بالتدرب على التقديم الإذاعي، لتتلقى بعد ذلك تشجيعاً من عائلتها وكادر الإذاعة لاحقاً.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2020، افتتحت إذاعة جان إف إم التي تبث برامجها على الموجة القصيرة FM، وتغطي مدينة كوباني وريفها وتهتم بالشأن المحلي ونقل متطلبات السكان الخدمية.
وتضم المدينة إذاعتين أخريين هما “مشته نور إف أم” و”كوباني إف إم” اللتان تقدمان برامج خدمية وسياسية واجتماعية يهتم بها السكان.
سعي للتميز
وقالت “قادر” إنها كانت متفائلة في أول تجربة لها في العمل الإذاعي ولم تخش من الظهور أمام الكاميرا، “إذ أنني أخذت فكرة عن العمل الإعلامي أثناء مشاهدة كادر الإذاعة خلال العمل”.
وأضافت أن إعداد برنامجها أيام العطل المدرسية لا يؤثر على دوامها في المدرسة ومثابرتها لتحقيق مستقبل تعليمي.
قوة شخصية الطفلة وحضورها إضافة لشغفها بالعمل الإعلامي جعل من كادر الإذاعة يقتنعون بقدرتها على تقديم البرنامج وإدارة الحوار فيه، بحسب أحد العاملين في إذاعة جان إف إم.
ورغم أن مناطق شمال وشرقي سوريا تضم إذاعات محلية تقدم برامج متنوعة، إلا أنه يندر أن تقدم برامج أو فقرات موجهة للأطفال.
تقول سايا إنها لم تسمح عن أطفال آخرين يقدمون برامج في إذاعات بمدينتها، وإنها تسعى للتميز لا لتنافس أحداً بل لتطور عملها وينال برنامجها استحسان متابعيها.
يقول كمال مسلم، وهو معد ومقدم برامج في الإذاعة نفسها، إنهم يحاولون تقديم “شيء مميز يليق بمدينة كوباني”، وتركيزهم بشكل كبير على قلة الخدمات والمعاناة التي تواجهها المدينة وريفها.
وإنهم يحاولون تناول مشكلات المجتمع المحلي ومناقشة حلولها في برامجهم التي تضم زاوية طبية وزاوية قانونية وأخرى اجتماعية، وذلك عبر استضافة مختصين في المنطقة وعرض تقارير ميدانية.
لكن ذلك لم يمنع الإذاعة من الاهتمام بتقديم فقرات فنية وترفيهية بالإضافة إلى البرنامج الذي يهتم بمواهب أطفال في المدينة، بحسب “مسلم”.
بساطة وعفوية
ويهدف البرنامج، بحسب المعد في الإذاعة، إلى تقديم فكرة عن الأطفال الموهوبين في كوباني عبر تقديم مميز لطفلة موهوبة، “ولرسم البهجة على وجوههم، خاصةً أن البرنامج بسيط وعفوي.”
ولأن تجربة التعامل مع أطفال مقدمين وضيوف في الإذاعة جديدة، واجه المعدون والعاملون التقنيون في البداية بعض الصعوبات في إعداد برنامج “أنتم وسايا”.
لكن “مسلم” يصف سايا بالمبدعة مقارنة مع عمرها الصغير، فقد استطاعت الانسجام مع البرنامج أثناء التقديم والتصوير، “وحالياً وبهذه السن يمكنها الخروج في تقديم البرنامج عبر البث المباشر أيضاً.”
وفي الحلقة الخامسة المصورة من البرنامج والمعروضة على موقع يوتيوب، تضم سايا يديها وتميل برأسها مع ابتسامة لتقول بلغتها الكردية لمتابعيها إنها عادت لهم لتقدم الطفل محمد سعدون الذي يعزف على الطنبور بالإضافة لموهبته في الغناء.
بينما يشكر الطفل الضيف المقدمة الصغيرة والإذاعة لاستضافته لتبدأ الحلقة بأغنية تصاحبها نغمات الطنبور الذي تعزف عليه أنامل صغيرة من كوباني.
وقالت جيهان بري، وهي والدة الطفلة، إن ابنتها وإلى جانب عملها الإعلامي ودراستها، تتعلم العزف على آلة الكمان .
وأضافت أنها تساعد شقيقها الأصغر الذي يبلغ سبعة أعوام على التعلم على العزف ومتابعة الدراسة.